حصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ضوء أخضر عربي للبدء بمفاوضات غير مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية، وفق المقترحات التي تقدم بها المبعوث الأميركي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل. وبينما رحبت إسرائيل بالقرار، أعلنت سورية تحفظّها عنه، في حين انتقدته حركة حماس، وسط معلومات أن قطر عارضت السير بهذا الاتجاه باعتباره غير توافقي.  

Ad

قبيل بدء أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة أمس، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قرار لجنة مبادرة السلام العربية التي عقدت اجتماعاتها على مدى اليومين الماضيين، بحضور 15 دولة عربية، مؤكداً أن اللجنة وافقت على المقترح الأميركي بإطلاق مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشرط أن يكون للمباحثات حدّ زمني لا يزيد على 4 أشهر.

وأكد الوزراء العرب في بيان، أنه رغم "عدم اقتناعهم بجدية الجانب الإسرائيلي"، فإنهم يرون "كمحاولة أخيرة إعطاء الفرصة للمفاوضات غير المباشرة تسهيلاً لدور الولايات المتحدة". ونبّه البيان الذي تلاه موسى إلى أن "المباحثات غير المباشرة لن تؤدي إلى ملء الفراغ الذي خلقته الإجراءات الإسرائيلية في ضوء الانتهاكات في الضفة والقدس والمسجد الأقصى وغزة، مما قد يؤدي إلى فشلها".

وحذر البيان من أن "تنتقل المفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة انتقالاً تلقائياً"، بل "وفق ضوابط معينة وضعت في بيان مجلس الجامعة العربية الأخير في نوفمبر الماضي".

ونص القرار على أنه "في حال فشل المباحثات غير المباشرة، فإن الدول العربية سوف تدعو إلى عقد اجتماع مجلس الأمن لمعالجة النزاع العربي-الإسرائيلي بشكل كامل، والطلب من الولايات المتحدة الأميركية عدم استخدام حق النقض، لأن فشل المفاوضات غير المباشرة والوضع في الأراضي الفلسطينية يتطلب ذلك".

وقاطع وزير الخارجية السوري وليد المعلم موسى بينما كان يقرأ البيان، مصراً على أن القرار بشأن الدخول في محادثات غير مباشرة من عدمه يعود إلى الفلسطينيين.

وقال السفير السوري لدى القاهرة ومندوبها لدى الجامعة يوسف أحمد إن لجنة المبادرة العربية ليس من اختصاصها إعطاء مثل هذا التفويض، معتبراً أن القرار يشكل شكلاً من أشكال الشرعية للإجراءات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس كشف سابقاً أن المبعوث الأميركي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، عرض على الفلسطينيين اقتراحات جديدة تتضمن بدء محادثات غير مباشرة مع الإسرائيليين برعاية بلاده، وذلك لفترة زمنية معينة تبادر خلالها إسرائيل إلى خطوات تطمينية تجاه الفلسطينيين.

منظمة التحرير

من ناحيته، أعلن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن قرار الوزراء العرب "يهدف إلى إعطاء فرصة للجهود الأميركية الرامية إلى إحياء عملية السلام"، مشيراً إلى أن "القيادة الفلسطينية ستتخذ قراراً بهذا الشأن خلال اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير يعقد السبت المقبل" في رام الله.

«حماس»

ورفضت حركة حماس قرار لجنة مبادرة السلام، واصفة إياه بـ"غير المناسب في ضوء التوترات المتصاعدة حول المواقع الدينية في القدس ومدينة الخليل في الضفة الغربية".

وقال رئيس حكومتها في غزة إسماعيل هنية، إن حكومته لن تسمح بالعودة إلى المفاوضات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة. من ناحيته، اعتبر المتحدث باسم "حماس" سامي أبوزهري أن استئناف المفاوضات بأي شكل "جريمةٌ وطنيةٌ تعكس "الإفلاس السياسي" لعباس.

إسرائيل وواشنطن

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد أشاد بالقرار العربي، على ما أعلن المتحدث باسمه مارك ريغيف.

وقال ريغيف: "نحن نشيد بهذا القرار. لقد أعلن رئيس الوزراء تأييده لمفاوضات السلام ونحن نأمل الآن أن تمضي هذه المباحثات قدماً".

ورحبت الولايات المتحدة بالقرار، وقال فيليب كراولي المتحدث باسم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: "نعتقد أنه توجد في الوقت الراهن أسباب تدعو إلى الاعتقاد بأن الأطراف تقترب من خوض مباحثات من شأنها إيجاد حلول للمشكلات".

وأعلن كراولي أن كلينتون ستشارك في اجتماع اللجنة الرباعية بشأن الشرق الأوسط في موسكو في 19 مارس الجاري "إذا وافق الجميع" على هذا الموعد.

وفي وقت لاحق بدأت أعمال الدورة 133 لمجلس جامعة الدول العربية برئاسة وزير التخطيط والتعاون الدولي الصومالي عبدالرحمن عبدالشكور، وبمشاركة نحو 19 وزيراً من وزراء الخارجية العرب، وحضور الأمين العام للجامعة العربية ووزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو، الذي يحضر باعتبار بلاده عضواً مراقباً في الجامعة.