إعادة تقييم وتقويم البرامج يفترض أن تستمر كعملية ديناميكية ترتقي بالتعليم من جميع جوانبه لا أن نقف أمام مصالح ضيقة أو ضغوط سياسية، فإن كانت مادة الاجتماعيات البعيدة كل البعد عن الردح السياسي والطائفي تحتاج إلى مراجعة مهنية فما حال بقية المناهج التي خطفت بزمن السيطرة والتحالفات؟!

Ad

تصميم البرامج وتطويرها بما يتناسب والأهداف التعليمية سواء كانت معرفية، أو وجدانية، أو نفس حركية، يفترض أن تتناسب والفئة العمرية التي صمم من أجلها المنهج الدراسي، وسوف أنقل لكم بعضا مما جاء في المقرر الدراسي لمادة الاجتماعيات الوحدة الثامنة، ثم ليجيبنا الأساتذة الأفاضل مؤلفي الكتاب أو الإشراف العام (الأسماء موجودة في الصفحة الأولى من الكتاب المذكور مع حقوق التأليف والطبع والنشر محفوظة لوزارة التربية بدولة الكويت- قطاع البحوث التربوية والمناهج إدارة تطوير المناهج).

الوحدة الثامنة تناولت في الدرس الأول «مؤسسات من بلادي»، والتي يمكن لبرنامج من سيربح المليون الاستعانة بها كأسئلة ربع مليونية أو أكثر لغير الكويتيين فقط، لأن الأسئلة إن وجهت للكويتيين فلن يكون فيها عدالة، وسيتهم مقدم البرنامج بالانحياز لأنها ليست معلومات عامة كونها من المعلومات البديهية التي يحفظها طلبة الصف الخامس الابتدائي، وهي كالتالي- من صفحة النشاط الحر من الشكل الذي أمامك: 1 - كم شركة تنتمي إلى مؤسسة البترول الكويتية؟ 2 - اكتب أسماء اثنتين منها (قبل أن تنتقل للفقرة التالية حاول الإجابة).

المؤسسات المذكورة (شركة خدمات القطاع النفطي، شركة صناعة الكيماويات البترولية، شركة البترول العالمية Q8، شركة ناقلات النفط، كافكو الشركة الكويتية لتزويد الطائرات بالوقود، الشركة الكويتية للاكتشافات البترولية الخارجية، الشركة الكويتية لنفط الخليج، شركة التنمية النفطية، شركة نفط الكويت، شركة البترول الوطنية).

أما الدرس الثاني للوحدة الثامنة من هيئات بلادي فهو مثال آخر على الحاجة الماسة لإعادة النظر في المناهج الدراسية، وإلا بماذا يفسر تدريس الأهداف التي أنشئت من أجلها الهيئات (الهيئة العامة للصناعة، الهيئة العامة للبيئة، الهيئة العامة للشباب والرياضة)، ناهيك عن أسئلة النشاط التي بدوري وجهتها لمجموعة من موظفي تلك الهيئات، حيث النتيجة تحتاج إلى اتصال بصديق لضمان الاستمرار بالمسابقة، عفوا النجاح من الصف الخامس.

النشاط الثاني «بروحه» فيلم، لأنه يطلب من الطالب أن يكتب اسم الهيئة ثم يعدد إنجازاتها، يا أخي إذا كانت الحكومة عجزت عن ذكر محاسن تلك الهيئات، وكل يوم يهدد رئيس الحكومة باستجواب، والبلد يغلي فلا الرياضة حُلّت مشكلتها، وما تنازل عنه الشيخ طلال أخذه «الوطني»، والذي أطفأه «الوطني» أشعله «الشعبي».

أما حال البيئة والصناعة فليست بأحسن من بقية الهيئات، فكل هيئة فيها من المصائب ما يكفيها لسنوات، وهي في غنى عن مناهج وزارة التربية ودرس هيئات من بلادي.

إعادة تقييم وتقويم البرامج يفترض أن تستمر كعملية ديناميكية ترتقي بالتعليم من جميع جوانبه لا أن نقف أمام مصالح ضيقة أو ضغوط سياسية، فإن كانت مادة الاجتماعيات البعيدة كل البعد عن الردح السياسي والطائفي تحتاج إلى مراجعة مهنية فما حال بقية المناهج التي خطفت بزمن السيطرة والتحالفات؟!

في النهاية «اللي عندنا قلناه، واللي عندكم في لجان المناهج والتطوير واجهوه».

ودمتم سالمين.