بخلاف جميع أصقاع العالم بمدنه وقراه التي احتفلت مساء أمس بالعام الجديد والعقد الثاني من الألفية الثالثة في أجواء مليئة بالفرح والسرور، أمضت دولة الكويت وعاصمتها وضواحيها ليلتها على وقع الأحذية الثقيلة لرجال الأمن بلباسهم الرسمي، والمتخفين من رجال المباحث ورجال المراقبة من وزارة الإعلام لقمع أي مظهر من مظاهر الفرح والاحتفال، خشية التهديدات المتتالية، التي أطلقها منذ صباح أمس عدد من النواب، بالمساءلة السياسية لوزراء الداخلية والإعلام والتجارة إذا نُظم أي احتفال أو شوهد أي مظهر من مظاهر الترفيه عن النفس أو الفرح البريء عشية انقضاء العام الميلادي الجديد.
وربما تلك التشديدات التي قامت بها الأجهزة الأمنية، لها علاقة بالازدحام الذي شهده مطار الكويت الدولي أمس، والذي غص بالمسافرين والرحلات الإضافية لنقل ما أمكن من الهاربين من الكآبة والعبوس وقائمة الممنوعات اللامتناهية في البلاد.فعلى الصعيد النيابي، حذرت كتلة التنمية والإصلاح من حدوث أي تجاوزات خلال الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية، إذ دعا عضو الكتلة النائب جمعان الحربش الحكومة إلى القيام بمسؤولياتها، ومنع أي "تجاوزات للقيم والأخلاق في الفنادق والمطاعم وغيرها من الأماكن خلال هذه المناسبة"، مؤكداً أهمية دور وزارتي الداخلية والإعلام في منع أي تجاوز ومحاسبة المتجاوزين.وفي حين طالب النائب وليد الطبطبائي وزارتي الداخلية والإعلام الى رصد ومتابعة ما يسمى بحفلات ليلة رأس السنة في الفنادق والمطاعم، حذر نائب رئيس مجلس الأمة دليهي الهاجري من عدم احترام الضوابط الإسلامية والاجتماعية والأخلاقية في احتفالات رأس السنة الميلادية، مطالباً الحكومة "بحراسة الفضيلة وقيم المجتمع الكويتي".وبينما تمنى النائب شعيب الموزيري على "الداخلية" و"الإعلام" محاسبة من يخالف "مبادئنا الدينية وأعرافنا الاجتماعية وتطبيق القانون بحزم"، حمل النائب ضيف الله بورمية وزارات الإعلام والداخلية والتجارة "كامل المسؤولية في حال التراخي بتطبيق القانون في بدعة حفلات رأس السنة الميلادية". ودعا بورمية الجهات المختصة إلى القيام بمهامها "ومراقبة أي شيء قد يخرج عن إطار الآداب العامة". أما النائب سعد زنيفر فطالب وزارتي الداخلية والإعلام "بتكثيف مراقبتهما في هذه الأيام، تحسباً لأي حدث يخرج عن الآداب العامة وعن عاداتنا الإسلامية خلال ما يدعى برأس السنة"، في حين دعاهما النائب فلاح الصواغ إلى "ضبط كل من تسول له نفسه مخالفة قيم وأخلاق وأداب مجتمعنا الإسلامي، من خلال الحفلات بالفنادق والمطاعم في ما يسمى بالاحتفال برأس السنة".ولم تراقب وزارة الإعلام أمس أي حفل غنائي أقيم بمناسبة الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية الجديدة وذلك على اعتبار أنه لم تتقدم أي شركة فنية أو حتى متعهد فني لوزارة الإعلام بطلب لترخيص إقامة حفلات غنائية في يوم رأس السنة الميلادية.وأكد مصدر مسؤول في وزارة الإعلام لـ "الجريدة" أن "الجهات المختصة في الوزارة لا تراقب إلا الحفلات الغنائية التي ترخص من قبلها، وذلك حسب القوانين واللوائح المعمول بها في الدولة".وأوضح المصدر أن عدم ترخيص "الإعلام" لأي حفل غنائي ليوم أمس "يعفي الوزارة من أي مسؤولية تجاه الحفلات الغنائية غير المرخصة من قبلها بغض النظر عن الجهة أو المكان الذي قد تقام به مثل هذه الحفلات الغنائية".
آخر الأخبار
الكـويـت تـودع 2009 بـلا حـفـلات
01-01-2010