أم الهيمان... البركان الذي قد يثور!
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
أم الهيمان، هذه المنكوبة الواقعة في قلب منطقة تحدها مصادر التلوث بأشكالها المختلفة، سواء من حقول النفط أو من المصافي النفطية أو من المصانع الخاصة أو من محطة إنتاج الطاقة أو من مردم النفايات، هي منطقة منكوبة بيئيا بكل المقاييس، والإخوة في اللجنة التطوعية البيئية، وعلى رأسهم المهندس أحمد الشريع، قد سلكوا كل درجات السلم المتاحة لهم تصاعديا، فقد طرقوا بابي الحكومة ومجلس الأمة، وتواصلوا مع وسائل الإعلام بقدر استطاعتهم، وبذلوا كل الممكن لجذب الانتباه لقضيتهم المستحقة، ولكنهم لم يصلوا إلى نتيجة تذكر، ولم يخرجوا بشيء إلا بوعود حكومية انتهت كعادة الحكومة كما ينتهي الهواء الساخن، وبالعهود والمواثيق النيابية التي ثبت أن أغلبها مجرد شعارات انتخابية مزيفة لم يبر أصحابها بها، وستظل معلقة في رقابهم أمام الله والناس ولن ينساها التاريخ. واليوم تقف هذه اللجنة عند نقطة مفصلية في مسيرتها، حيث تنوي الاتجاه إلى باب القضاء المحلي، وإن لم يجد الأمر نفعا، وأتمنى ألا يحصل هذا، فلن ألوم أحداً منهم لو اتجه إلى الهيئات العالمية التي تعتني بتلوث البيئة، وتنشط عبر كل العالم دون اعتبار للحدود الجغرافية أو السياسية، فالقضية قضية تستحق ذلك وباقتدار، وأهالي أم الهيمان يدفعون ضريبتها يوميا من صحتهم وحياتهم، وليس من ملامة لأحد إن هو فعل أي شيء.دعوتي أوجهها إلى كل نواب مجلس الأمة، وما كنت لأخص أولئك الذين زعموا أنهم سيتولون حمل هذه القضية من نواب الدائرة الخامسة فكتابهم قد اتضح من عنوانه، وما صمتهم اليوم وبرودتهم إلا دليل على أن «ما في الحمض أحد». دعوتي أوجهها إلى كل نواب المجلس للاهتمام الجاد والعاجل بهذه القضية، وقبل ذلك للحكومة ممثلة برئيسها بأن تكون على قدر المسؤولية تجاه هذا الأمر، فمثل هذا الموضوع لا يجب السكوت عنه، ولا يصح لأن يكون جزءا من أجزاء اللعبة السياسية والعبث والفوضى التي تجري على قدم وساق في هذا البلد. قضية أم الهيمان تتفاعل، وأهالي المنطقة، وبالأخص الشباب منهم، لن يلتزموا الهدوء والصمت حيال هذا الظلم البيئي الواقع عليهم وعلى أبنائهم، وسينفجرون في أي لحظة، والحكمة تقتضي من كل الأطراف المسؤولة التحرك اليوم قبل أن تصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة