العاملون في دور الرعاية أبطال مجهولون... حقوقهم مهضومة ورواتبهم ضعيفة

نشر في 11-02-2010 | 00:01
آخر تحديث 11-02-2010 | 00:01
No Image Caption
يتطلب التعامل مع الأسوياء، وفي ظروف عادية، صبرا وقدرة على فهم ما يريدونه، فضلا عن احتواء مطالبهم، أما العيش مع من اضطرتهم ظروف الإعاقة أو كبر السن أو جور المجتمع عليهم، يحتاج الى الكثير من الصبر، وقدرة خاصة وعالية على الاحتمال، قد تتجاوز في احيان كثيرة ما يكون لدى الآخرين.

وفي ادارة رعاية المسنين يبذل العاملون جهدا كبيرا لتلبية احتياجات كبار السن، سواء المقيمين داخل "الدار" او من في منازلهم الخاصة والمسجلين في قسم الخدمة المتنقلة للمسنين، وعلى الرغم من ذلك، فإن الامتيازات المادية للاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين والمشرفين تأتي في مرتبة ادنى من نظرائهم في التربية وباقي الدوائر الحكومية.

 يقول أحدهم: "نأتي الى العمل حتى في أيام الإجازات، ونضطر الى التعامل مع النزلاء بروح مرحة من أجل تخفيف معاناتهم، ونجلس معهم أكثر من 8 ساعات يوميا، بل قد ينتهي العمل ونحن معهم، لأن أغلبنا يعرف انسانية هذا العمل، فضلا عن الأجر الكبير الذي نأمله جراء التعامل مع كبار سن ومرضى لم يجدوا من يؤويهم..."، ولكن يستدرك "الا يفترض ان يكون هناك مردود مادي يخفف عنا قليلا من التعب؟ او يكون بمنزلة حافز لتقديم كل ما لدينا الى النزلاء؟".

مدير ادارة رعاية المسنين علي حسن أكد لـ"الجريدة" ان بدل العلاوة التي يتقاضاها العاملون في الادارة لا يتجاوز الـ80 دينارا بينما من يعمل في التربية يتجاوز بدل طبيعة عمله أكثر من هذا المبلغ بكثير!

وأضاف: "على الرغم من مطالبتنا بكادر خاص فإنه إلى الآن لم يشملنا نظام الكادر، وبدأ الكثير من العناصر الكفؤة والجيدة يتسرب من الادارة الى جهات حكومية أخرى بسبب قلة الحوافز المادية". وقال إن الوزير د. محمد العفاسي حريص على تطوير الادارة، وعلى ان يصل العمل في ادارات دور الرعاية الى اقصى مراحل الكمال، لإيمانه العميق بمدى حاجة الفئات المسؤولة عنها هذه الدور الى الرعاية الكاملة لتعويضهم عن اسرهم.

وحول من ولدوا بغير أسر تؤويهم ووالدين يسبغان عليهم الحنان قال احد المسؤولين في الوزارة: "اهتمام الوزارة كبير بدار الاطفال اليتامى، وأصبح الوزير هو أبوهم بحكم القانون". وأضاف: "متابعة العاملين في دار رعاية الايتام مستمرة ودائمة"، مشيرا الى انه "تم تحويل البعض الى التحقيق وآخرين الى اماكن عمل أخرى بسبب الاشتباه في سوء معاملة اليتامى، والحمدالله، العاملون في المرحلة الحالية ممن يخافون الله ويتعاملون بشكل انساني مع النزلاء"، ولكن، استدرك هذا المسؤول: "لا تزال الحوافز المادية ضعيفة وغير مشجعة على البقاء في الدار". وأضاف: "كما ان هناك بعض المطالب للأسف يماطل البعض في تنفيذها، مثل كاميرات المراقبة التي تضمن عدم الاخلال بالعمل".

روائح كريهة وأصوات مزعجة

في الشارع العام الفاصل بين دار الرعاية ومنطقة غرناطة، أنشأت وزارة الأشغال أربع مضخات للمجاري، تحيط بالدار من جهة المسنين، وبين منطقة غرناطة، ولا تتجاوز المسافة بين كل مضخة والأخرى الـ200 متر تقريبا، وكل واحدة منها بجانبها صندوقان خاصان للحد فقط من انتشار الروائح الكريهة، دون منعها من الخروج.

والروائح الكريهة لم تنقطع منذ 7 سنوات، أي منذ اليوم الذي وُضِعت فيه هذه المضخات، التي تصدر أصواتاً دائمة غير منقطعة، وتعمل ليلاً ونهاراً، كصوت ضرب الأصبع على الطاولة الخشبية أو أقوى قليلاً، وهذه الأصوات لا تنقطع أبدا عن العمل، نتيجة عمل هذه المضخات في صرف المجاري ونقلها من منهول إلى آخر.

واشتكى عدد من سكان غرناطة من الروائح التي تخرج من هذه المضخات، وقالوا لـ"الجريدة"، إننا تقدمنا إلى المسؤولين عنها ولم يحركوا ساكنا، وهذه الروائح تحيط بالدار في كل يوم، وتأتينا في أوقات متفرقة، خصوصا إذا كانت الرياح جنوبية، فإننا نعيش حياة سيئة غير حياتنا الطبيعية، ولا نحتمل هذه الروائح وتلك الأصوات، فكيف بمَن يعيش بداخلها كل يوم؟".

دعوات المسنين

خلال جولة "الجريدة" في دار رعاية المسنين كان برفقتنا مديرها علي حسن الذي كان متعاونا، إذ استقبله النزلاء من الجنسين بالابتسامات والضحك، مما دل على حسن تعامل بوحسين مع هؤلاء الكبار. وقال تعليقا على استحسان "الجريدة" للاستقبال الطيب "الله موفقنا بدعواتهم"، وكذلك أثبتت تصرفات رجال الامن تحملهم المسؤولية بقيادة مسؤولهم عبدالنبي الطنوبي، الذي لم تفارق الابتسامة وجهه حينما رافق المصور مثل ظله لالتقاط بعض الصور الخارجية لدور الرعاية.

back to top