في استفزاز إسرائيلي جديد عقب ضم الحرم الإبراهيمي وقبر راحيل الى لائحة المواقع الأثرية الإسرائيلية، أقدمت الشرطة الإسرائيلية أمس على اقتحام باحات المسجد الأقصى، بحجة حماية الزائرين اليهود في حين تصدى المقدسيون للاقتحام واندلعت مواجهات بين الطرفين.

Ad

أصيب 12 فلسطينياً بجروح في مواجهات اندلعت في محيط باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية أمس، بعد أن اقتحمت الشرطة الإسرائيلية باحة المسجد بحجة تعرض الفلسطينيين لزائرين يهود.

وكانت الشرطة الإسرائيلية بادرت فجر أمس، الى إغلاق باب المسجد الأقصى على عدد من الفلسطينيين الذين رابطوا داخله بعد معلومات عن نية متطرفين يهود اقتحام المسجد لإقامة شعائرهم في مناسبة عيد المساخر اليهودي (بوريم).

وما لبثت الشرطة أن أغلقت كل الأبواب المؤدية إلى الحرم الشريف، ولم تسمح لأحد من العرب بالدخول الى باحات الحرم في حين سمحت لنحو ألف زائر من المتطرفين اليهود بالتجول في باحات الحرم.

وتمركز أفراد من الوحدات الخاصة للشرطة الإسرائيلية وهم يعتمرون خوذات ويحملون هراوات، حول باحة الحرم القدسي وعلى أسطح المنازل المجاورة، وأُغلقت الأبواب المؤدية الى المسجد بالسلاسل، بينما دعا مؤذنون بمكبرات الصوت السكان في نحو  الثامنة صباحا بالتكبير "الله أكبر يا أهل القدس لقد دخل المستوطنون الحرم هل من مغيث يا أهل القدس إن الأقصى يناديكم".

وبعد ساعات من المواجهات من الطرفين استخدم فيها الفلسطينيون الحجارة في حين ردت الشرطة عليهم بالرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، قال مدير أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب: "خضنا مفاوضات طويلة ومكثفة مع الشرطة طوال الوقت بعدم اقتحام المسجد الاقصى"، وأضاف: "الشرطة انسحبت في نهاية المطاف تدريجيا من باحات الحرم وسمحت بفتح ثلاثة أبواب رئيسية من أبواب الحرم، وهي باب المجلس وباب السلسلة وباب حطه للصلاة فيه، وحددت أعمار الرجال بمن هم فوق الخمسين عاماً".

وكانت السلطات الإسرائيلية قررت أمس فتح أبواب النفق الذي يمر من تحت المسجد الأقصى ويؤدي الى حائط البراق (المبكى) للزوار اليهود، وكان فتح هذا النفق بقرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عام  1996 أدى الى مواجهات دموية.

وفي الايام الاخيرة وقعت اشتباكات بين فلسطينيين وقوات اسرائيلية في الخليل جنوب الضفة الغربية بعد قرار إسرائيل إدراج الحرم الإبراهيمي وقبر راحيل (مسجد بلال) على لائحة تراثها التاريخي.

وطلبت السلطة الفلسطينية تدخلا اميركياً لوقف الاعتداءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن "الادارة الأميركية اكدت ان هذه السياسات الإسرائيلية العبثية هدفها تدمير الجهود الدولية لاستئناف عملية سلام جادة وحقيقية".

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إن "ما تقوم به إسرائيل الآن في المسجد الأقصى المبارك هو جزء من حروب تخوضها للهروب من الاستحقاقات"، وأكد أن "القدس الشريف والاقصى هي خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها".

«الجهاد»

عبّر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام في مقابلة خاصة مع "الجريدة" أمس عن  اعتزاز حركته بعلاقتها مع طهران، وذلك بعد يوم من افتتاح مؤتمر "التضامن مع فلسطين"، الذي جرى في العاصمة الإيرانية طهران برعاية مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي.

وقال عزام:" نحن في الجهاد حريصون على علاقة جيدة مع كل من يدعم شعبنا ومع كل من يساند قضيتنا، وإيران تقف بقوة مع الشعب، ونحن نعتز بالعلاقة مع ايران".

وبشأن ما أُعلن في طهران، وخطوات "فصائل الممانعة" لإنشاء "ميثاق جديد" بين الفصائل الفلسطينية، الأمر الذي اعتبره المراقبون خطوة أولى على طريق انشاء جبهة بديلة لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، قال عزام: "لا نبحث عن هياكل وأطر جديدة، ولا يمكن أن نساعد في تفتيت الشعب الفلسطيني".

وشدد المسؤول في حركة الجهاد على أن "الجهد والمشاركة في مؤتمرات تدعم حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه ومقدساته، يفترض ان يكون جهدا مشكورا"، وذلك في رد على الانتقادات التي وُجهت إلى الفصائل الفلسطينية المشاركة في مؤتمر طهران.

دمشق وطهران

رأى مسؤول دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى أن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى العاصمة السورية دمشق في  الأسبوع الماضي كانت مؤشراً على أن سورية لن تنهي تحالفها مع إيران.

وقال المسؤول لصحيفة "جيروزاليم بوست" إن الزيارة "تقول لنا ما قاله السوريون دائماً بأنهم غير راغبين في قطع علاقتهم مع إيران"، مضيفاً "قالوا الأمر نفسه أثناء المفاوضات مع إسرائيل، لذلك لا شيء تغيّر من المنظار السوري".

نتنياهو

قالت مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مساء أمس الأول إن الأخير لن يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش مؤتمر "المنظمات اليهودية الأميركية الداعمة لإسرائيل" (إيباك) المقرر عقده في واشنطن في الاسبوع الثالث من شهر مارس الجاري.

وبينما أشارت تقارير الى أن اللقاء بين المسؤولين لن يتم لوجود  أوباما خارج البلاد حيث يجري زيارة الى اندونيسيا، قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" إن العلاقات بين أوباما ونتنياهو متوترة ووصلت الى شبه قطيعة، بسبب عدم حدوث تقدم في عملية السلام.