شهد احتفال "القوات اللبنانية" بالذكرى السادسة عشرة لحل الحزب انسحابات متتالية لممثلي رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وقائد الجيش العماد جان قهوجي، احتجاجاً على ما ورد في بعض الشهادات والخطابات التي ألقيت بالمناسبة، لاسيما ما أوردته الإعلامية مي شدياق رداً على المواقف التي أوردها الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلته الأخيرة مع قناة "المنار".

Ad

وبينما أوردت شاشات التلفزة خبر الانسحاب قبل أن يلقي رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات" سمير جعجع كلمته، لم يصدر أي موقف رسمي أو توضيحي من "القوات" أو من المنسحبين. وكان جعجع شكر للرئيس بري إيفاده ممثلاً عنه (النائب روبير فاضل) في مستهل كلمته، في وقت بقي وزير العدل إبراهيم نجار، ممثل الرئيس سليمان، حاضراً بصفته الشخصية، كوزير عن "القوات".

جعجع

وقال جعجع، في كلمته، "إننا مدينون لشهدائنا بالنضال حتى تحقيق الغاية، لكننا وقبل أي شيء آخر مدينون لهم بالحقيقة والعدالة في قضية اغتيالهم بالذات"، متسائلاً: "لماذا كل هذه الحملات، بطريقة أو بأخرى، مباشرة أو مداورة، على المحكمة الدولية؟". ورأى أنه "إذا كانت أدلة وقرائن المحكمة الدولية، دقيقة ساطعة أكيدة، فلماذا يهدد ذلك الاستقرار في لبنان؟"، لافتاً الى أنه "ما الحرب الشاملة التي نشهدها في الوقت الحاضر على المؤسسات الدستورية كافة، إلا خير دليل على ذلك".

ودعا جعجع الجميع الى "الوقوف صفاً واحداً خلف مؤسساتنا الدستورية من رئاسة الجمهورية الى الحكومة ومجلس النواب، كما خلف اداراتنا الرسمية، خصوصاً العسكرية". وأكد أن "لا عودة للعبودية، ولا عودة للنظام الامني، ولا عودة لشبه الدولة، ولا عودة لاستباحة لبنان"، مشيراً الى أن "لبنان في خطر من مصادرة قراره من جديد، وخطر من مصادرة حرياتنا من جديد، وخطر أشدّ وأدهى بعد، وهو أن يُقدم ذبيحة على مذبح ازمات المنطقة المعقدة". ورأى أن "أكبر خدمة نقدّمها لأعداء لبنان وفي مقدمهم اسرائيل هي تغييب الدولة".

شدياق

وكانت الإعلامية مي شدياق، اعتبرت في كلمتها، أن "سورية لم تغادر سياستها القديمة في التَعالي والاستكبار"، لافتة الى أن "خمسة و ثلاثين ألفَ جندي على دمائنا خرجوا وإلى لبنانَ لن يعودوا ولو كانَ الثمنُ العودةَ الى الموتِ والتضحية". وقالت: "يقول لنا إنّ ما حققنّاه 17 أيار جديد أخطر من القديم"، موضحة "اننا لسنا نحنُ من يدّعي دعم المقاومة والمجاهدين ويُجري مفاوضات من تحت الطاولة مع الاسرائيليين". وعن اعتبار الأسد ان المحكمة الدولية مجرّد بازار، سألت شدياق: "من الذي ختم التحقيق وكَشف له الأسرار ليسخر من النتائج وينصح بكتابة الروايات ويتحكّمَ بالأقدار"، مشددة على أن "من رفض الارتهان للخارج لن تُرهبه التهويلات الهشّة، وإذا كناّ بقرارات المحكمة سلّمنا وكان للقشّة بد فسنضعها حقيقة فاقعة في عين من فجّرنا".