صباح الأحمد... قائد المصالحة العربية
الكويت تحتفل غداً بمرور أربعة أعوام على تولي سموه مقاليد الحكم.
لم يتوقف سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد عن التفكير في هموم أمته العربية عند جسر القمة العربية الاقتصادية بل حمل هذه القضية معه قلباً وقالباً ليطرحها في كل تجمع عربي.
لم يتوقف سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد عن التفكير في هموم أمته العربية عند جسر القمة العربية الاقتصادية بل حمل هذه القضية معه قلباً وقالباً ليطرحها في كل تجمع عربي.
بمناسبة ذكرى مرور أربعة أعوام على تولي سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد مقاليد الحكم والتي تصادف يوم غد الجمعة تستذكر الكويت تاريخها السياسي الحافل بالكثير من الانجازات المهمة على جميع المستويات المحلية والعربية والدولية التي حققها سموه لاسيما في المصالحة العربية ولم الشمل العربي.وحمل امير البلاد في قلبه وفكره هموم وقضايا أمته وسعى الى البحث عن حلول لها فبدأ برأب الصدع العربي وصولا الى التنمية لاعادة بناء الانسان العربي من المحيط الى الخليج.
وقاد سموه مشروع المصالحة العربية بين القادة العرب الذي تم على هامش القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي استضافتها الكويت في يناير 2009 حيث عقد لقاء مصالحة جمع فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الاسد والرئيس المصري حسني مبارك وامير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني ليشكل هذا اللقاء الخماسي البداية الحقيقية في مشوار المصالحة العربية.وكان سمو الامير استشعر عمق الخلافات العربية وتأثيرها على حاضر ومستقبل هذه الأمة فدق ناقوس الخطر من خلال كلمته التي ألقاها بافتتاح القمة عندما قال "لقد انتشر لدى شعوبنا الشعور الواسع بالتهميش من التقدم الذي يشهده العالم فتولدت البيئة الخصبة للتطرف والغلو والكراهية واندفع الكثيرون من شبابنا الى أعمال غير مشروعة للتعبير عن هذا الضيق ما أثر سلبا على الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي في مجتمعاتنا وأخذ يهدد أمن المنطقة ككل وانتقل منها الى بقية دول العالم حتى كاد مجتمعنا العربي أن يوصم بمصدر للتوترات حول العالم ".ولقد أدرك سموه بحنكته ونفاذ بصيرته مدى تأثير الخلاف السياسي على فرص النمو الاقتصادي للمجتمعات العربية فقال "لقد أدى ذلك الى تفويت الفرص المواتية لرفع معدلات النمو الاقتصادي والاجتماعي وتوفير سبل العمل المنتج لشعوبنا ففاتت على شعوبنا الفرص الكثيرة والمواتية للحاق بركب الدول والمجموعات الاقليمية والدولية ذات التجارب الناجحة".وبعد أن شخص سمو امير البلاد الداء وضع يده على مكمن العلة في الجسد العربي الضعيف قائلا ان "السبب الرئيسي في ذلك يعود الى تركيزنا على نقاط الاختلاف في رؤانا ومواقفنا تجاه المشاكل السياسية والتي استنزفت معظم طاقات العمل العربي المشترك خلال العقود الأخيرة".ولقد كان لهذا الجهد المبارك نتيجته المثمرة حيث تبددت غيوم الخلاف بين الأشقاء العرب في قمة الكويت.ولم يتوقف أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد عن التفكير في هموم أمته العربية عند جسر القمة العربية الاقتصادية بل حمل هذه القضية معه قلبا وقالبا ليطرحها في كل تجمع عربي. ففي كلمة سموه لدى افتتاح قمة الدوحة العربية التي استضافتها قطر في مارس 2009 قال "نجتمع اليوم لنتدارس أوضاع امتنا العربية وما آلت إليه نتيجة تفاقم وتنامي الخلافات السياسية في ظل ظروف صعبة ودقيقة نمر بها جميعا تفرض علينا الوقوف وقفة جادة ومخلصة نتلمس من خلالها مواطن الضعف والاختلال في عملنا العربي المشترك والأسباب التي تقف وراء تراجع ذلك العمل".واذا كانت الوحدة العربية والخلافات التي تعصف بها هي الهم الذي يشغل سموه فان القضية الفلسطينية هي جوهر هذا الهم الذي لا يمكن لعربي أن يمحوه من قلبه وعقله.ولعل مواقف الكويت قيادة وشعبا من هذه القضية منذ بدايتها والى اليوم لا تخفى على أحد حيث كان للكويت في أحلك الظروف موقف تضامني واضح ومشرف مع الفلسطينيين.فمثلما كان لسمو الامير دور في المصالحة العربية كان له دور لا يقل عن ذلك أيضا في الدعوة الى المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية ونبذ الخلافات بين الأشقاء الفلسطينيين.ولم تخل كلمة سمو امير البلاد في قمة الدوحة العربية من الحديث عن القضية الفلسطينية والدعوة الى حل الخلافات الفلسطينية الداخلية، ومن قمة الدوحة الى القمة الرباعية العربية المصغرة التي عقدت بالرياض في مارس 2009 وشارك فيها سمو أمير البلاد الى جانب أشقائه قادة مصر والسعودية وسورية.وعن وحدة الكيان الخليجي فان حرص سمو امير البلاد على وحدته وعدم المساس بأمن واستقرار أي من دوله قضية أساسية لا تقل لديه عن القضية الفلسطينية ان لم تكن تتجاوزها.وما وقفة الكويت مع السعودية في العدوان الذي تتعرض له حدودها الا أكبر دليل على ذلك وهو الأمر الذي ترجمه سموه في كلمته بافتتاح القمة الخليجية ال30 عندما قال ان "ما تتعرض له المملكة العربية السعودية الشقيقة من عدوان سافر يستهدف سيادتها وأمنها أمر مرفوض منا جميعا ولذلك فإننا نجدد استنكارنا وإدانتنا لهذه الاعتداءات والتجاوزات مؤيدين وداعمين أشقاءنا في كل ما يتخذونه من إجراءات للدفاع عن سيادة وأمن المملكة العربية السعودية الشقيقة".وان ما قاله سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد ان "المساس بأمن أي دولة خليجية هو مساس بأمن الكويت" وان "أي جرح يصيب دولة عربية فقد أصاب الكويت " يؤكد ان سموه رجل المصالحة العربية.