في إشعال مبكر لمعركة الاستحقاقات الانتخابية التي تشهدها مصر 2010 و2011 على مقاعد مجلسي الشعب والشورى، فضلاً عن المقعد الرئاسي، حسمت جماعة "الإخوان المسلمين" أمس، مشاركتها في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى المصري المزمع إجراؤها فى شهر يونيو من العام الجاري.

Ad

وأكدت الجماعة على لسان المتحدث الإعلامي باسمها النائب سعد الكتاتني أنها ستشارك في الانتخابات بقدر 20 في المئة من إجمالي عدد المقاعد التي سيجرى عليها الانتخاب، لافتا إلى أن ذلك يأتي في إطار السياسة العامة التي انتهجها "الإخوان" منذ عقود وتحقيقا لمبدأ المشاركة المجتمعية الفعالة.

وفي هذا السياق، أكد نائب مرشد الجماعة د. رشاد البيومي لـ"الجريدة" أن "الإخوان" ستخوض الانتخابات المقبلة تحت شعار "الإسلام هو الحل". وأكد البيومي عدم تعارض الشعار مع الدستور، معتبراً أنه يستند إلى المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي، فضلاً عن حصول الجماعة على حكمين قضائيين يؤكدان عدم تعارض هذا الشعار مع الدستور والقانون.

وكان شعار "الإسلام هو الحل" قد أثار جدلاً حاداً داخل الجماعة خلال الفترة الماضية، ورجحت مصادر من داخل الجماعة أن هناك نية لتغييره بشعارات أخرى، منها "الإصلاح هو الحلّ" أو "اصطلاحيون"، وذلك لتجنب الملاحقة القانونية، وانتقاد التيارات السياسية الأخرى.

من ناحيته، اعتبر عضو أمانة التثقيف في الحزب "الوطني الديمقراطي" الحاكم مجدي الدقاق أن خوض "الإخوان" انتخابات الشورى أمر طبيعي، مشيرا إلى أنه حق كفله لهم الدستور لخوض انتخابات مجلسي الشعب والشورى، والانتخابات الرئاسية أيضا.

وقال الدقاق : "نرحب بأي شخص يريد المنافسة في الانتخابات سواء كان مستقلاً أو منتمياً لأي حزب سياسي، بشرط الالتزام بقوانين الانتخاب"، ولكنه ذكّر بـ"الشروط التي وضعها الدستور والتي تتمثل في عدم خلط الدين بالسياسة، وعدم الترشح على أسس دينية أو شعارات دينية كالإسلام هو الحل".

يذكر أن مجلس الشورى هو أحد المجلسين النيابيين في مصر، ويعتبر الغرفة الثانية للبرلمان المصري، تأسس في أبريل من عام 1979 وقد حدد الدستور المصري طريقة تشكيل مجلس الشورى، فنص على أن "يشكل مجلس الشورى من عدد من الأعضاء لا يقل عن 132 عضوا وينتخب ثلثا أعضاء المجلس بالاقتراع المباشر السري العام، على أن يكون نصفهم على الأقل من العمال والفلاحين ويعين رئيس الجمهورية الثلث الباقي"، ولم يكشف المتحدث باسم "الإخوان" الدوائر التي ستسمي فيها الجماعة مرشحين، وقال إنه جارٍ دراسة ذلك.