العثمان: الإفراط في الاعتماد على المستشارين الخارجيين سبب رئيسي وراء أزمات الدول والمؤسسات المالية

نشر في 13-04-2010 | 00:01
آخر تحديث 13-04-2010 | 00:01
No Image Caption
«دعوتي إلى مناظرة بلير تلفزيونياً إيجابية وبناءة... وهدفها الأساسي مصلحة الكويت»
قال فهد العثمان إن القطاع الخاص لديه الإمكانات اللازمة لتنفيذ الخطط، سواء بالخبرة المطلوبة أو الكوادر المؤهلة أو أسلوب العمل الإيجابي، لكنه يعتمد على قرار رجال الأعمال في أي مشروع يطرح، وهذا ما يحمل رجال الأعمال جزءاً من المسؤولية في تنفيذ الخطط التنموية.

قال رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لشركة هيومن سوفت القابضة فهد العثمان إن حكمة صاحب السمو امير البلاد وتأكيده بالقول والفعل على دعم الحرية والديمقراطية المسؤولة، هي مفخرة لهذا البلد ومصدر لكثير من الأمل والتفاؤل لمستقبل الكويت، ويجب علينا ان نصون هذه النعمة وهذه المساحة من الحرية التي لا تتوافر للكثيرين.

جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس بخصوص دعوة توني بلير إلى مناظرة تلفزيونية لمناقشة خطة التنمية في الكويت.

وأكد العثمان أنه وجه الدعوة الى بلير عبر الصحف لمناظرة تلفزيونية على الهواء مباشرة لمناقشة خطة واستراتيجية التنمية في الكويت، مشدداً على أن الدعوة إلى هذه المناظرة ايجابية وبناءة، الغرض الاساسي منها:

1 - إعطاء بلير وفريقه فرصة للتعرف عن قرب وبعمق عن تحديات التنمية في الكويت، وذلك عبر طرح رؤيتي الاستراتيجية لكويت المستقبل التي تبلورت على مدى سنين من التأمل والترجيب والدراسة، والتي سوف أطرحها في محاضرة ستعلن قريبا.

2 - إعطاء بلير الفرصة، بأن يوضح خطته للمجتمع ومؤسساته المختلفة، وان يتقرب ويلتمس الواقع بنفسه.

3 - تهيئة الرأي العام واعطاء زخم اعلامي واستثمار القيمة الاعلامية والمعنوية لبلير لخلق وعي لدى المواطنين باستحقاقات التنمية وحتمية التغيير وبلورة رأي داعم لدى كل افراد ومؤسسات المجتمع حتى يقوم كل بدوره ومساهمته.

4 - وضع بلير وفريقه الاستشاري امام استحقاقات الدور الاستشاري الجديد، والزامه بالمسؤولية الادبية، ليكون دوره اكثر من اعطاء تقرير وتوصيات، الى دور يليق بمكانته وسمعته السياسية، ويليق بالطبيعة التاريخية والاستراتيجية لهذه المهمة.

واضاف العثمان أنه على علم بأن بلير وفريقه في حالة تأمل ومراجعة وتأهب لمعرفة طبيعة هذه الدعوة، وتقييم المردود المعنوي والعلامي للموافقة على هذه المناظرة. والمخاطر المعنوية والادارية لقبول مثل هذه الدعوة، موضحا انه يتفهم ذلك جدا، واعتقد ان هذا طبيعي ومتوقع، وأنا متأكد انه مع الوقت سوف تتبلور الصورة بأن هذه الدعوة تمثل استثمارا جيدا لبلير في دوره الاستشاري الجديد ليس في الكويت فقط، بل في العالم، واعتقد أن الموضوع سيأخذ بعض الوقت وهذا طبيعي. وقال: سنقوم في الاسبوعين القادمين بطرح رؤيتي الاستراتيجية "كويت المستقبل" في محاضرة سنعلنها قريبا، وستعطي هذه المحاضرة لبلير صورة اكثر وضوحا عن جدية ومصداقية هذه الدعوة، وتسهل عليه تقييم المردود المعنوي والاعلامي.

وأكد أنه في حال قبول المناظرة فسيتم تشكيل فريق لوضع البروتوكولات اللازمة لضمان جدية وايجابية هذه المناظرة، وضمان البرستيج اللازم الذي يتناسب مع شخص ومكانة بلير.

وقال: نهنئ أنفسنا وبلدنا الحبيب على بيان وزير الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الاحمد، وتأكيده حرص صاحب السمو امير البلاد، حفظه الله، على ان يكون تقرير بلير عن خطة الكويت التنموية في متناول ايدي الجميع، وتشجيعه لنا كمواطنين بأن نساهم بآرائنا ومقترحاتنا في بلورة رأي عام مستنير يمهد لبلورة استراتيجية جديدة للمستقبل.

عقدة الخواجة

وأكد العثمان أنه من الضروري أن يتخلى الشباب الكويتيين عن "عقدة الخواجة"، والخوف من الانسان الغربي، مشيراً إلى أنه من الواجب أن نؤمن بشبابنا الكويتيين، ونحثهم على مواجهة التحديات والعمل على تحمل المسؤولية مبكراً، فمستقبل أي مؤسسة أو دولة أو انسان يعتمد على النظر للعالمية، وهذا ما يجب أن نعلّمه لأبنائنا في المؤسسات التعليمية. وقال العثمان إن الرجل السياسي مطالب باستخدام أدواته السياسية لطرح خططه التنموية وإقرارها بالشكل القانوني والرسمي، مضيفاً أنه عندما يتم طرح الخطط التنموية يأتي دور رجال الأعمال الذين يجب أن يقوموا بدورهم، ويخصصوا جزءا من أرباحهم لتنفيذ هذه الخطط، فالقطاع الخاص لديه الإمكانات اللازمة لتنفيذ الخطط سواء بالخبرة المطلوبة أو الكوادر المؤهلة أو حتى اسلوب العمل الإيجابي، لكنه يعتمد على قرار رجال الأعمال في أي مشروع يطرح، وهذا ما يحمل رجال الأعمال جزءاً من المسؤولية في تنفيذ الخطط التنموية.

إفراط في المستشارين

وأوضح العثمان أن السبب الرئيسي في معاناة المؤسسات المالية في مختلف أنحاء العالم، كمشكلة أزمة "دبي"، التي انكشفت خلال الأزمة المالية، هو الإفراط في الاعتماد على المستشارين لأي مشروع ما، مؤكداً أن تجربة "دبي" ناجحة لكنها عانت هذا الإفراط.

وقال إن مبادرة مجلس الوزراء الكويتي إيجابية في الاستعانة بفريق بلير، لكنها لا يجب أن تعتمد اعتماداً كلياً على آراء المستشارين الخارجيين الذين يعملون وفق مصلحتهم الشخصية، سواء أكانت تتعارض مع المصلحة العامة للرؤية أم لا، أي أنهم يضعون التصور الخاص بنظرتهم ومن المفترض أن يتطابق هذا التصور مع الواقع الفعلي للدولة دون الاعتماد على "تشرذم الأفكار" وتشتيتها، والاكتفاء برؤوس أقلام للرؤية دون الخوض في التفاصيل.

احتقان كبير

وأضاف العثمان أن الغرض الأساسي من عمل محاضرات "كويت المستقبل" هو تحقيق مصلحته الشخصية، التي تركز على تحقيق المستقبل الجيد لأبنائه، موضحاً أنه كلما رأى الاحتقان الذي يحصل حالياً في البلد بدأ يقلق على مستقبل أبنائه الذين هم جزء من أبناء الكويت.

وقال إن أي مواطن كويتي يقلق على مستقبل أبنائه عندما يرى الاحتقان الطائفي والقبلي الكبير في الكويت، مؤكداً ضرورة إيجاد حل لهذا الاحتقان قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه.

من المؤتمر

الكويت... امرأة حامل

شبه العثمان حال الكويت بالمرأة الحامل التي تعاني مخاضا عسيرا في حملها، فإذا لم تتم مراعاتها ومراعاة ما في بطنها فإن النهاية ستكون غير سارة على الإطلاق والعكس صحيح بالطبع.

وقال إنه لا يجب أن ننظر إلى الأوضاع الحالية في الكويت على أنها سلبية كليا، بل هي نتيجة مخاض سياسي، نظراً إلى تقدمنا عن بقية الدول القريبة تحديداً في عملية الديمقراطية والمشاركة الشعبية في صنع القرارات.

لا أطمح إلى السياسة

في رده على أحد التساؤلات التي طرحت في المؤتمر بشأن الهدف الحقيقي من عمل مثل هذه المناظرات، وهل يطمح إلى منصب سياسي، أكد العثمان أنه ليس لديه أي طموح سياسي على الإطلاق، بل أعمل كرجل أعمال في مجال التنمية البشرية، وأركز في الوقت الحالي على تأسيس جامعة الشرق الأوسط الأميركية في الكويت، والتي أسعى إلى أن تكون افضل جامعة في المنطقة في المستقبل.

تعامل فريق بلير

أكد العثمان ضرورة تثمين ما قامت به الحكومة من وضع خطط جديدة، والاستعانة بمستشارين خارجيين، لكن المشكلة الحقيقية في فريق بلير أنه يتعامل على أساس أن توني بلير لا يزال رئيساً لوزراء بريطانيا، متناسياً أن العمل الاستشاري يتطلب أن يكون صاحب الرأي متواضعاً، والاعتماد على تعلم ثقافة المجتمع وتقاليده حتى يتوصل إلى رأي وتصور سليم يخلو من الشوائب.

وقال العثمان إن اتصال فريق بلير على وكلاء الوزارات في الكويت لتوحيد الرسالة الخاصة بينهم، كما نشر في وسائل الإعلام قبل أيام، لن يحل المشكلة، نظراً إلى أن المشكلة الحقيقية في مضمون الرؤية نفسها، لا في توحيد الرسالة بين الوزارات.

back to top