الأمير يفتتح أكبر مجمع لصناعة البتروكيماويات بتكلفة 1.433 مليار دينار
العبدالله: مشروع الأوليفينات الثالث يتصدر قائمة مشاريع البتروكيماويات... وجارٍ إتمام دراسة الجدوى لتنفيذه
• ملا حسين: نُعَوِّل على الحكومة في دعم صناعة البتروكيماويات من خلال توفير الأراضي الصناعية والاستثمار في البنية التحتية
• ملا حسين: نُعَوِّل على الحكومة في دعم صناعة البتروكيماويات من خلال توفير الأراضي الصناعية والاستثمار في البنية التحتية
أشار العبدالله إلى أن مؤسسة البترول الكويتية تولي اهتماماً بالغاً واستراتيجياً، للتوسع والنمو من خلال الصناعات البتروكيماوية، التي تعظم القيمة المضافة إلى الاستثمار في الموارد الهيدروكربونية لدولة الكويت، ويندرج هذا التوجه الاستراتيجي في إطار خطة الدولة التنموية.
تحت رعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، أقيم يوم أمس حفل افتتاح اكبر مجمع لصناعة البتروكيماويات لمشاريع الأوليفينات الثاني والعطريات والستايرين، وذلك في شركة ايكويت بمنطقة شعيبة الصناعية الجنوبية.وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وكبار الشيوخ ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد، وسمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس الأمة بالإنابة دليهي الهاجري ورئيس مجلس الأمة الأسبق محمد يوسف العدساني والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك، ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح، وكبار المسؤولين في الدولة.وبهذه المناسبة القى وزير النفط وزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله كلمة قال فيها:«تأتي رعايتكم السامية لإكمال مسيرة اميرنا الراحل راعي نهضة الكويت في مجال صناعة البتروكيماويات المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمه الله واسكنه فسيح جناته، حيث تفضل بافتتاح مصانع الاسمدة الكيماوية سنة 1967 حينما كان آنذاك وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء، التي شكلت حينها نواة صناعة البتروكيماويات في الكويت والمنطقة.حيث كان ايضا طيب الله ثراه مَن رعى حفل افتتاح (مشروع الاوليفينات) الاول عام 1997، الحفل الذي شهد انطلاقة (شركة ايكويت) ولم تُثْنِه آنذاك ظروف الطقس القاسية ولم تَحُل دون حضوره شخصياً حفل الافتتاح».وأضاف العبدالله: «ها أنتم اليوم حضرة صاحب السمو تكملون المسيرة بتشريفكم السامي حفل الافتتاح الرسمي لمصانع الاوليفينات الثاني والستايرين والعطريات، انطلاقاً من بصيرتكم النافذة ورؤيتكم الحكيمة البعيدة لما يجسده هذا الحدث من اهمية استراتيجية للوطن، وما يسهم فيه في دفع عجلة الاقتصاد الوطني قدما بالتوافق مع خطة الدولة للتنمية». وأشار العبدالله إلى أن مؤسسة البترول الكويتية تولي اهتماما بالغا واستراتيجيا للتوسع والنمو من خلال الصناعات البتروكيماوية والتي تعظم القيمة المضافة للاستثمار في الموارد الهيدروكربونية لدولة الكويت ويندرج هذا التوجه الاستراتيجي في اطار خطة التنمية للدولة وضمن مساعيها للحفاظ على مواردها الطبيعية وزيادة العوائد منها.وأضاف انه لتنفيذ هذه الاستراتيجية اعتمدت شركة صناعة الكيماويات البترولية خطة تقوم على اساس الشراكة الاستراتيجية مع كبرى الشركات العالمية كي تكفل لصناعاتها التكنولوجيا المتقدمة والخبرات الفنية والادارية والتسويقية الواسعة كما اعتمدت ايضا اشراك القطاع الخاص الكويتي من خلال الاكتتاب العام ومشاركة المواطنين في هذه الصناعات مما يواكب توجهات الحكومة وسياستها في هذا الشأن، مشيراً إلى ان نتاج ذلك كان الشراكة مع شركة «داو كيميكال» من جهة وتأسيس شركة «بوبيان للبتروكيماويات» ومن ثم شركة «القرين لصناعة الكيماويات البترولية» من جهة ثانية كممثلين عن القطاع الخاص في هذه المشاريع.وقال: «ان ما نشهده اليوم من افتتاح لمصنع الاوليفينات الثاني والستايرين والعطريات اللذين تبلغ تكلفتهما ملياراً و433 مليون دينار كويتي، بما يعادل خمسة مليارات دولار أميركي، قد جاء استكمالا لمسيرة نجاح تحققت عبر مشروع الاوليفينات الأول، وتأسيس «شركة ايكويت» وتضافر جهود الشركاء لاختيار احدث تكنولوجيا وافضل معايير للمحافظة على البيئة لتنفيذ هذه المشاريع».مؤكدا حرص مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة الشديد على تنفيذ مشاريع تكاملية تتعاظم بفضلها الفائدة بدءا من الاستكشاف وإنتاج النفط والغاز، مروراً بالمصافي وصولا الى الصناعات البتروكيماوية، تكاملاً من شأنه تحقيق قيمة مضافة لجميع أصول المؤسسة وذلك داخل الكويت مثل هذه المشاريع وخارجها مثل مشروع الصين ومشروع فيتنام اللذين يشملان على مصافٍ للتكرير ومجمع للبتروكيماويات.وأوضح العبدالله أن الخطة الخمسية لمؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة قد اشتملت على العديد من المشاريع الكبرى الحيوية في مجال التكرير وصناعة البتروكيماويات والاستكشافات والانتاج وخصوصا في مجال الغاز الذي يعتبر مادة «اللقيم» المفضلة لخلق فرص استثمارية جديدة للتوسع في صناعة البتروكيماويات، مشيراً إلى ان ما تم توقيعه مؤخرا من اتفاقية مع «شركة شل» لتطوير انتاج الكويت من الغاز الطبيعي يدخل في هذا السياق، وقد بلغ مجموع الانفاق الرأسمالي المتوقع ضمن الخطة مبلغ 22 مليارا و70 مليون دينار كويتي، بما يعادل 77 مليار دولار أميركي، ويتصدر مشروع الاوليفينات الثالث قائمة مشاريع البتروكيماويات الواردة في الخطة وجارٍ حاليا اتمام دراسة الجدوى الاولية لتنفيذه.وأضاف ان مشاركة المقاولين والموردين المحليين التي بلغت 30 في المئة من اجمالي عقود هذه المشاريع تأتي ضمن سياق حرصنا على تعزيز امكاناتهم وتوسيع خبراتهم فضلا عن ان هذه المشاريع اوجدت فرصا استثمارية في مجال الصناعات التحويلية. أحدث تكنولوجيا للتصنيعمن جانبها، ألقت رئيسة مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة صناعة الكيماويات البترولية مها ملا حسين كلمة مستعرضة فيها مشاريع الشركة الكبرى، والتي بلغت تكلفتها مجتمعة نحو 5 مليارات دولار أميركي، وزعت كالآتي: 1- مصنع الأوليفينات الثاني بتكلفة قيمتها ملياران و100 مليون دولار أميركي لإنتاج الاثيلين واليثيلين جلايكول المستخدم كمادة أولية لانتاج البوليستر الذي يدخل في صناعة النسيج والتعبئة كما شملت هذه التكلفة توسعة مصنع البولي ايثيلين الاكثر انتشارا عالميا والمستخدم في انتاج مواد التغليف. 2- مصنع الستايرين بتكلفة قيمتها 610 ملايين دولار أميركي لانتاج مادة الستارين المستخدمة لانتاج مواد متنوعة الاستخدامات مثل المواد العازلة وصناعة السيارات والالكترونيات والكهربائيات. 3- مصنع العطريات بتكلفة قيمتها ملياران و100 مليون دولار أميركي لانتاج البنزين والبرازيلين المستخدم في انتاج البوليستر لصناعة النسيج ومواد التعبئة. 4- وحدة ابراج تبريد مياه البحر بتكلفة قيمتها 200 مليون دولار أميركي، وهي اول وحدة من نوعها في الكويت وتتميز بأثرها الإيجابي على سلامة البيئة البحرية. وأشارت ملا حسين إلى أنه كان لتزامن تنفيذ هذه المشاريع وتكاملها من حيث الموقع والاشتراك في المرافق والخدمات وعمليات التصنيع والتشغيل والصيانة الأثر البالغ في تخفيض التكلفة الإجمالية بحدود 330 مليون دولار أميركي، موضحة انه اعتمد في تصميم وتنفيذ هذه المشاريع احدث تكنولوجيا تصنيع ذات القدرة التنافسية العالية واعلى مقاييس واشتراطات السلامة والصحة والبيئة، إذ اجريت دراسات بيئية قبل البدء في تنفيذ المشاريع وصل محيط مداها 20 كيلومترا اخذت نتائجها بالاعتبار عند تصميم وتنفيذ هذه المصانع لضمان عدم زيادة مستوى الملوثات البيئية عن المعدلات القياسية الكويتية والعالمية المعتمدة كما سجلت هذه المشاريع اكثر من 50 مليون ساعة عمل متواصلة دون حوادث الوقت الضائع وحصول مشروع الأوليفينات الثاني على تصنيف في مجموعة افضل المشاريع التي تم تنفيذها عالميا، وبمختلف المقاييس مقارنة بالنتائج السائدة بالصناعة في مجالات الأمن والسلامة والتكلفة الرأسمالية واستخدام تطبيقات القيمة المضافة وتكامل وتجانس فريق المشروع ومدة التنفيذ.وقالت ان هذه التجربة الرائدة لم تخلُ من التحديات الكثيرة، ولعل احد ابرزها يتمثل في تواجد اكثر من 22 الف عامل داخل نطاق حدود المشاريع في منطقة الشعيبة الصناعية خلال مرحلة ذروة تنفيذها، وما ترتب على ذلك من تحديات جسام حيال الحفاظ على سلامة وامن العاملين مع الالتزام التام ببرامج الاعمال المزدحمة والايفاء بالجداول الزمنية المطلوبة.وأشادت ملا حسين بالدور المهم الذي اضطلعت به شركة ايكويت للبتروكيماويات في ادارة وتشغيل مصنع الأوليفينات الأول، النموذج الذي يعبر بصدق عن شعار احتفالنا، شركاء في التنمية من خلال التعاون والتكامل بين الشركاء من جهة، والأداء المهني للعاملين فيها من جهة اخرى كان نتاجها ان تحققت نجاحات عدة نتج عنها ارباح ناهزت 4 مليارات و 407 ملايين دولار أميركي، وزعت على الشركاء، إذ بلغت مساهمتها في الاقتصاد الوطني عام 2009 فقط ما قيمته 890 مليون دولار، مضيفة أن «ايكويت» حققت نجاحات في مجال توظيف وتنمية الموارد البشرية الوطنية اهلتها للحصول على جائزة سمو الأمير لافضل شركة قطاع خاص في مجال توظيف العمالة الكويتية، مما اكسبها ثقة الشركاء لإدارة وتشغيل وصيانة مصانع الأوليفينات الثاني والستايرين والعطريات.وشكرت ملا حسين جهود المقاولين والموردين الذين ساهموا في تنفيذ هذه المشاريع، وقد بلغ نصيب المقاولين والموردين المحليين ما يعادل مليار دولار أميركي تقريبا، وهذه المشاركات ادت الى الارتقاء بقدراتهم وكفاءتهم وبرز ذلك بشكل واضح من خلال حصول 15 مقاولا وموردا محليا على درع التقدير الخاصة من ادارة المشروع من بين 26 مقاولا وموردا محليا وعالميا حازوا ذلك، مما سينعكس ايجابيا على تنفيذهم لمشاريع خطة التنمية لكويتنا الحبيبة.وأضافت انه كان للبنوك الكويتية بالمشاركة مع البنوك الخليجية والعالمية دور فعال في تمويل هذه المشاريع تراوحت نسبته بين 65 و80 في المئة من التكلفة الاجمالية للمشاريع، وهذا ما يعبر عن الثقة بالجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع الكبرى وحسن ادارتها، وهم بذلك يستحقون منا كل الشكر والثناء. وناشدت ملا حسين الحكومة الكويتية رعاية ودعم صناعة البتروكيماويات من خلال توفير الأراضي الصناعية والاستثمار في اعمال البنية التحتية وانشاء الموانئ المؤهلة لاستيعاب المواد البتروكيماوية المتخصصة، وادراج ذلك ضمن خطة التنمية، مما يشجع المستثمرين على العمل في مشاريع الصناعات الأساسية والتحويلية.