قدّم السفير الإيراني الجديد في بغداد حسن دانائي فرّ أوراق اعتماده إلى رئيس الجمهورية جلال الطالباني، الأسبوع الماضي، وسط تساؤلات عن سبب تغيير طهران سفيرها في هذا الوقت تحديداً.

Ad

وقال مصدر دبلوماسي عراقي في اتصال مع "الجريدة": "إن السفير الإيراني الجديد هو من الشخصيات المهمة والقيادية في الحرس الثوري الإيراني، وعمل في مؤسسة تشخيص مصلحة النظام التي تدار من قبل هاشمي رفسنجاني".

وذكر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن دانائي فرّ "كان مسؤولاً عن المساهمة الإيرانية في إعمار العتبات المقدسة في الكاظمية وكربلاء والنجف خلال السنوات القليلة الماضية"، لافتا إلى أن "السفير الجديد لديه مواقف معادية لتوجهات الأكراد العراقيين، إذ يعتبر هدف سياستهم في شمال العراق هو التقسيم والانفصال".

وأشار إلى أن السفير الجديد سيتسلم إدارة السفارة غداً، بعد مغادرة السفير الحالي حسن كاظمي قمي، لافتاً الى أن "التوجه العام للحكومة الإيرانية يقضي بإرسال شخصيات عسكرية مهمة في الحرس الثوري الإيراني لتولي منصب السفير في العراق".

وأشار المصدر الى أن السفير حسن دانائي فرّ مولود في بغداد عام 1962، وكان نائب قائد القوات البحرية في الحرس الثوري عندما كان علي شمخاني يتولى قيادتها، وتعرض وأسرته للترحيل من العراق على يد نظام صدام حسين أثناء الحرب الإيرانية -العراقية لأنه من أصول إيرانية، وعمل بعد ذلك مع المعارضة العراقية في "منظمة بدر" الذراع العسكرية لـ"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق"، والذي تغيّر اسمه لاحقاً الى "المجلس الأعلى الإسلامي العراقي".

ولفت المصدر الى أن دانائي فرّ يتقن اللغتين العربية والكردية الى جانب لغته الفارسية، ويرتبط بعلاقات قوية مع عدد كبير من السياسيين العراقيين.

وعن سبب تغيير إيران سفيرها في العراق في الوقت الحالي، رجح المصدر الدبلوماسي أن يكون السبب وراء ذلك نتائج الانتخابات العراقية البرلمانية التي جرت في السابع من مارس الماضي، و"أظهرت عدم فوز بعض القوى الموالية لإيران"، مضيفاً أن "إيران تريد أن تكثف وجودها في العراق بعد انسحاب القوات الأميركية، لذا استبدلت سفيرها السابق بالسفير الجديد الذي تعتبره صديقاً للعراقيين لأنه من مواليد العراق ويتمتع بصداقات قوية هناك".