الفايز في ذِكراه... مشاعر إنسانية وخيال مبدع
وقفة وفاء في مكتبة الجابرية العامة
احتضنت مكتبة الجابرية العامة أمسية ثقافية تكريما لمسيرة الشاعر الراحل محمد الفايز، تضمنت شهادات من زملائه إلى جانب معرض يضم إصداراته ومخطوطاته وصورا نادرة ومقتنيات.
جاءت ليلة التكريم عرفاناً بدور محمد الفايز الكبير في الشأن الثقافي، وحضر الأمسية مجموعة من الأدباء والشعراء والفنانين، وعُرض خلالها فيلم وثائقي من إعداد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يركز على مسيرة الشاعر محمد الفايز، وعُرض أيضاً بعض مقاطع من قصائده بصوت الشاعر نفسه.وفي مستهل الحفل، ألقت شذا ابنة الراحل كلمة عبّرت فيها عن مشاعرها تجاه والدها، قائلة: "لم يكُن مجرد أب بل كان عجينة من العواطف والمشاعر الجياشة، لقد أسمانا بأسماء قصائده (الشذا والعبير والمروج)، لارتباطه بالقصيدة الشعرية"، مبينة أن هذا التكريم جاء في شهر مارس متزامنا مع ذكرى وفاته، آملة أن يتم اطلاق اسم والدها على أحد الصروح العلمية في الكويت.مبدع حقيقيبدوره، تحدث الفنان عبدالعزيز المفرج (شادي الخليج) عن أوبريت مذكرات بحّار الذي شدا بكلماته التي كتبها الشاعر الراحل، مسترجعاً ذكريات التحضير للأوبريت، سارداً ملامح من الجلسات أو ورشة العمل التي كانت تجمعه بالراحل وكذلك الملحن غنام الديكان، مضيفا: "كان الراحل شخصية مثقفة تملك قدرات كبيرة ويتميز بالحس الفني الجميل والخيال الشعري المبدع، وخلال جلسات التحضير للعمل، كنا نطلب منه إضافة بعض الأجزاء على النص الأصلي رغبة في توضيح المعلومة وكذلك لمقتضيات فنية تفرضها علينا مقاييس العمل، فنجده يمتثل لرغبتنا في اللحظة ذاتها، فيقرأ لنا نصاً مطابقاً لما كنا نود سماعه، بصراحة محمد الفايز كان مبدعاً حقيقياً". شاعر عملاقأما الاديب عبدالله خلف الذي كان من المقربين من الشاعر الفايز، إذ زامله في العمل بالاذاعة، فقال عنه: "إنه شاعر عملاق بما يمتلكه من دوات شعرية قوية ولغة مكثفة، وقد سطر صفحات مشرقة في الأدب الكويتي وكانت (مذكرات بحّار) تحمل وصفا لحالة البحار النفسية، وكان شعره مميزا من بين بقية الشعراء الذين كتبوا عن حياة البحار على مستويي الكويت والخليج، وبرائعته (مذكرات بحّار) كان أول شاعر يضع ديوانا للبحر في العالم العربي، سارداً بعض الذكريات الشخصية والمواقف التي جمعته بالراحل الفايز".حسٌّ فكاهيمن جانبها، تحدثت الإعلامية أمل عبدالله التي زاملته العمل في الاذاعة، وقالت: "إنه احد فحول الشعر ولو كتب مذكرات بحّار فقط لكفاه ذلك كشاعر، فهي ملحمة شعرية، كما تحدثت عن الحس الفكاهي عند الشاعر محمد الفايز وحديثه الذي لا يُمل، وقرأت مقاطع من نصوص الشاعر الراحل".وبعد ذلك، تم تكريم المشاركين في الامسية. يُذكر أن الأمسية ساهم في تنظيمها أسرة الشاعر الراحل ومكتبة الجابرية العامة والرابطة الكويتية لتنمية الموارد البشرية (ارتقاء)، وقد أدارت الجلسة الزميلة عذراء عيدان.