3 أشهر عجاف!!
المتوقع أن تنطلق "المفاوضات غير المباشرة" قبل الخامس عشر من مارس المقبل، فالقيادة الفلسطينية تلقَّت أجوبة من الإدارة الأميركية على أسئلتها العشرة كان حملها إليها ديفيد هيل في آخر زيارة له لرام الله، يبدو أنها مقنعة وإيجابية، والجامعة العربية عبر قطر باعتبارها رئيسة "القمة" تسلّمت طلباً من الرئيس محمود عباس (أبومازن) لدعوة "لجنة المتابعة"، التي من المفترض أن تجتمع خلال أيام لتتخذ قراراً باسم العرب كلهم لتنطلق هذه المفاوضات ولتستمر ثلاثة أشهر، يتم الانتقال بعدها إلى "المفاوضات المباشرة"... هذا إذا سارت الأمور على ما يرام.ولمزيد من الإيضاح فإنه لابد من الإشارة إلى أن أهم سؤال من بين هذه الأسئلة الفلسطينية العشرة هو السؤال القائل: ماذا من الممكن أن يفعله الأميركيون في حال استمر بنيامين نتنياهو في مناوراته وألاعيبه وانقضت هذه الأشهر الثلاثة دون أي حلحلة ودون التقدم خطوة واحدة في اتجاه المفاوضات المباشرة...؟
وعلى هذا الصعيد يبدو أن ديفيد هيل قد عاد إلى الفلسطينيين بما كانوا أصرّوا عليه في أسئلتهم العشرة هذه واعتبروه شرطاً للموافقة على المفاوضات غير المباشرة، وهو: أن الولايات المتحدة في حال فشل هذه المفاوضات ستدعو "الرباعية الدولية"، أي أميركا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا، إلى اجتماع عاجل لتبلغها على مَنْ تقع مسؤولية هذا الفشل... هل تقع على إسرائيل أم على منظمة التحرير الفلسطينية؟ في كل الأحوال لقد أصبح مؤكداً أن القيادة الفلسطينية، بعد أن تلقت هذه الأجوبة على الأسئلة العشرة التي كانت وجهتها إلى إدارة أوباما، قد أبلغت ديفيد هيل خلال لقاء رام الله الأخير موافقتَها على المفاوضات غير المباشرة، وأن القرار الأخير الذي يجب أن تنتظره واشنطن هو القرار العربي الذي ستتخذه لجنة المتابعة العربية باسم العرب كلهم لتنطلق هذه المفاوضات في نحو الثالث عشر من الشهر المقبل، إذا لم يطرأ ما قد يعطِّلُ كل شيء.لكن ومع أن الأجواء تبدو إيجابية فإن ما يجب أخذه بعين الاعتبار دائماً وأبداً هو أن عامل الوقت بالنسبة لهذه العملية على جانب كبير من التعقيد والدقة، فالأشهر الثلاثة المقبلة أشهر أحداث كبيرة وخطيرة، فهناك حرب إقليمية باتت تقف على الأبواب، وهناك هذا الواقع الفلسطيني المزعج والمتعب، وهناك أنَّ حرب الاغتيالات التي استأنفتها إسرائيل لها أسباب ودوافع سياسية من بينها دفع"حماس" إلى رد فعل عصبي ومتهور يكون الشرارة التي ستشعل هذه الحرب الإقليمية. هناك مثل يقول: "اشتدي يا أزمة تنفرجي"، لكن هذا المثل إن كان ينطبق على أزمات كثيرة فإنه حتماً لا ينطبق على أزمة الشرق الأوسط التي ستنطلق مفاوضاتها غير المباشرة بعد فترة، فانفجار حرب إقليمية جديدة في ضوء وصول قضية القدرات النووية الإيرانية إلى كل هذا التعقيد، الذي عزز احتمال اللجوء إلى المدافع والصواريخ، سيجعل قضية الشرق الأوسط قضية ثانوية ربما لعشرات السنين، والمؤكد أن هذا هو ما يريده بنيامين نتنياهو وما يريده أيضاً (الأخ) محمود أحمدي نجاد!!.