آمال: ابتعدوا عن الحريق


نشر في 04-10-2009
آخر تحديث 04-10-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي نصاب ابن كذاب مَن يسمّي ما يجري الآن بين الحكومة والبرلمان والصحافة «سياسة». أفّاق ملعون مَن يوهم الناس ويخدعهم بقوله إن ما يحدث الآن هو لعب عيال. التسمية الصحيحة والحقيقية لما يحدث هي «احتراق بلد»، نقطة على السطر. وقد شوهدت الحكومة في موقع الحادث وفي يدها اليمنى كبريت وفي اليسرى علبة بنزين، لكن أحداً لم يشاهد نيّتها، والأعمال بالنيات. وقد قيّدت القضية ضد الديمقراطية، وضد المعارضة، نواباً وكتّاباً، وضد الهيئات العالمية التي فضحت سترنا ومزّقت ثيابنا وكشفت جسمنا العليل.

وسابقاً - أقصد في التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، لا تعودوا إلى السبعينيات – كان للبرلمان هيبة ولا هيبة ملك، برلمان بشنب درزي، وقامة عثمانيّ ضخم، وصوت فهد بلّان الجهوري، واليوم أصابت الشنب ثعلبة، وسقط العثماني مريضاً يتعاطى الأدوية وفيتامينات فتح الشهية، وبحّ صوت البلّان وتقطعت حباله. وكانت الحكومة تمتلك مجموعة من النواب، والآن مجموعة من النواب تمتلك الحكومة. تبديل عملة. وكان يقود «نواب الحكومة» مخضرم بحجم طلال العيار، بكل أدبه وذوقه وحيائه، والآن يقودهم مرمرم بحجم حسين القلاف، بكل تصريحاته وتحريضاته وتناقضاته، على يمينه يقف علي الراشد وعلى يساره سلوى الجسّار. وكنا نخاصم وننتقد «حدس» بكل عنفوانها وتخطيطها ونوابها ناصر الصانع ومبارك الدويلة ومحمد البصيري وغيرهم، فابتلانا الله بنوّاب لا نعرف وجه أحدهم من قفاه. وكان المرشح الجاهل الأخرق الأهوج يرشح نفسه للانتخابات ويعلن عن جوائز للناخبين عبارة عن أراضٍ في لبنان، وتذاكر إلى دبي وبيروت، فنضحك غضباً، واليوم وبدعم حكومي من الخلف يريد أن يمتطي ناقة معركة الجهراء ويتسلل من بين أسوار الكويت، علماً بأن أحداً من ربعه لم يُذكر اسمه في قائمة شهداء «معركة القصر الأحمر»، لكنه سيصل إلى البرلمان، فإن لم يحصل هذا الجاهل على العضوية في مثل هذا الزمن، فلن يحصل عليها مطلقاً.

* * *

معالي وزير الداخلية هدد قبل فترة أنه سيرفع عليّ دعوى قضائية على خلفية اتهامي له بتضليل الشعب ونوابه، فرقصتُ طرباً، واقترحت عليه أن يرفع القضية من جهة ويراهنني على مئة وخمسين ألف دينار من الجهة الأخرى، فإن كان هناك قضية ولها ملف ورقم فسأخسر أنا الرهان، والعكس صحيح. وكنت أمنّي نفسي بربح هذا المبلغ كي أدفعه مع «طلب الإسكان» وأحصل على أرض أبني عليها منزلاً، فتنتهي حياة التنقل بين بيوت الإيجار، ويبدأ عهد الاستقرار.

وجلسنا أنا وعائلتي نتناقش في تفاصيل البيت، ووفقنا الله وتخانقنا على تصميم الصالة والمطبخ التحضيري، وتراضينا. ودارت الأيام ويدي على خدي وعين على الروزنامة والأخرى على مخطط البيت في انتظار اتصال محامي «الجريدة» الزميل حسين العبدالله، وجاء الفرج أخيراً وأبلغني الزميل حسين أن عليّ التوجه إلى المحكمة للتحقيق في القضية المرفوعة ضدي... من النائب سعدون حمّاد.

معالي الوزير، إذا كنت ترى المبلغ كبيراً فراهنِّي على فلوس الزكاة، مئة وخمسة وعشرين ألف دينار فقط، وسأتدبر أنا باقي المبلغ. بس استعجل الله يطول عمرك قبل لا تروح.

back to top