تتوالى الاستعدادات والمواقف من إحياء ذكرى اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في 14 فبراير الجاري، في حين حتّمت رداءة الطقس توقّف أعمال البحث والمسح البحري، غداة بلبلة إعلامية، مساء أمس الأول، حول العثور على الطائرة وركابها، استدعت  دعوات عدة إلى توخي الدقة في نقل المعلومات.

Ad

أدّت رداءة الأحوال الجوية إلى توقف عمليات المسح البحري بحثاً عن الطائرة الإثيوبية، في موازاة تأكيد وزير الأشغال العامة غازي العريضي أن "الهم الأساسي هو الوصول إلى الجثامين والصندوق الأسود والطائرة وما تبقى منها، لتطمئن النفوس وتهدأ الخواطر، ونصل إلى الحقيقة". وشدد العريضي على أهمية "احترام الناس وأعصابها ومعاناتها، لاسيما عائلات الضحايا"، في حين حذَّرت فيه قيادة الجيش من أن "نشر أي معلومات ونسبها إلى مصادر عسكرية أو أمنية غير ذي صفة، لإضفاء نوع من المصداقية عليها في إطار السبق الإعلامي، إنّما يؤدّي إلى تضليل الرأي العام، وبالتالي تشويه الوقائع والإضرار بالمصلحة العامة"، محتفظة بحق "اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة أمام المراجع القضائية المختصة". وتأتي الدعوات إلى توخي الدقة والأمانة في نقل المعلومات غداة التضارب في الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام أمس الأول، حول العثور على جثث الركاب وحطام الطائرة، ما سبّب حالة من الهلع لدى أهالي الضحايا وتهافتاً على الشاطئ قبالة الناعمة، ليتبين عدم دقة المعلومات في وقت لاحق. وكان الوزير العريضي أعلن أمس، تبلغه من دمشق العثور على قطعة من الطائرة الإثيوبية في المياه السورية، تبلغ مساحتها متراً مربعاً وسيتم تسليمها إلى السلطات اللبنانية.

بري: خلية كوارث

وشدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على "ضرورة الانتباه الى أن الطائرة الإثيوبية التي سقطت كانت تحمل لبنانيين لهم أقارب وآباء وإخوة"، وانتقد "هذا اللعب الإعلامي الذي يحصل في الأخبار"، متوقفاً عند أهمية وجود "خلية أزمات أو خلية كوارث في لبنان عند حصول أي كارثة، فتكون مسؤولة عن كل ما يتعلق بها، ولا تبقى الأمور منثورة هكذا على الطرقات وفي قلوب الأمهات". وقال بري، بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بعبدا، أن "المجلس النيابي هو في انتظار قانون البلديات الذي سينبثق عن مجلس الوزراء"، موضحاً "اننا دائماً مع المواعيد الدستورية".

وأيد رئيس المجلس ما جاء على لسان البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير لناحية أن "الخوف من إلغاء الطائفية هو الوصول إلى أمر طائفي أكثر، لذلك نحن قلنا إننا نريد تأليف الهيئة الوطنية التي تُعدّ الإعداد اللازم لتخفيف نتائج أي إلغاء للطائفية حتى ولو بعد عشرات السنين".

وأعلن بري أنه مع مقاطعة لبنان للقمة العربية في ليبيا، مشيراً في الوقت عينه إلى أن "الرئيس سليمان هو الذي يقرر ولستُ أنا مَن يقرر عنه، وفخامة الرئيس يعلم علم اليقين أن الإمام موسى الصدر ورفيقيه غُيِّبوا، وهو يحاول (الصدر) الوفاق في تلك الفترة الأليمة من تاريخ لبنان من أجل كل اللبنانيين، ويعلم أيضاً علم اليقين أنه صدر عن القضاء اللبناني قرار يتعلق بليبيا وبالقيادة الليبية، وفخامة الرئيس يحترم بالتأكيد القضاء اللبناني والشعب اللبناني وشعوره".

جولات خارجية

من المقرر أن يبدأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان في 12 الجاري زيارةً رسمية الى قبرص، تتناول التطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية، في ضوء تسلم لبنان منصب العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، على أن يتوجه إلى موسكو في 24 الجاري تلبيةً لدعوة من نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف. وفي موازاة ذلك، تعد الدوائر المختصة في السراي الحكومي الترتيبات اللازمة لزيارة يعتزم رئيس الحكومة سعد الحريري القيام بها إلى الفاتيكان في النصف الثاني من الشهر الجاري للقاء قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، ومن المتوقع أن يزور الحريري في وقت لاحق موسكو وواشنطن.

الحريري: نحترم المحكمة

تتوالى الاستعدادات للحشد الشعبي في إحياء ذكرى اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، بالتزامن مع تأكيد الرئيس الحريري أن "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تقوم بعملها"، وإشارته إلى "اننا سنلتزم وسنحترم نتائجها، ولا تسوية على المحكمة، وقد قبلنا بها كما قبل بها الفريق الآخر في لبنان". وشدد الحريري على أن "حلفائي هم حلفائي وفخور بهم، ونحن نتواصل ونتفاهم معاً، وهناك تحضير لذكرى استشهاد رفيق الحريري والذين حضروا الاجتماع في البريستول هم حلفائي، كما أن لهذا الاجتماع معنى خاص في البلد".

جعجع: تكتيكات مختلفة

وشدد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي زار الرئيس الحريري وشارك في اجتماع الأمانة العامة لقوى "14 آذار"، على أن "ذكرى 14 فبراير بالنسبة لأكثرية اللبنانيين ذكرى استقلال ثانٍ فعلي"، معتبراً أن "14 آذار" مازالت هي نفسها، ومن الممكن أن تعتمد تكتيكات مختلفة تبعاً لظروف مختلفة، ولكنها في نهاية المطاف أهدافها واحدة وثابتة لا تتغير". وقال "14 فبراير هي أساساً مناسبة وطنية جامعة، ومئة ألف أهلاً وسهلاً بمَن يرغب في المشاركة فيها، ولكن في الوقت ذاته فإن هذه الذكرى ليست ذكرى اجتماعية، ولسنا ذاهبين إلى ساحة الشهداء لنشمّ البخور أو نقرأ الفاتحة على أرواح أشخاص ماتوا، إذ نكون عندها نُقزّم الموضوع، إنّما لهذه الذكرى معانٍ سياسية وتاريخية كبيرة".