في المجلات الإعلانية اليوم خدمات لا تحصى وأشياء لا يمكن توقعها، وتجد إقبالا وتفاعلا كبيرين مع الكثير من الخدمات المشبوهة التي تعرض وتنشر، والمطلوب مراجعة ما ينشر فيها حماية للناس من المدعين و(الخبراء) في كل مجال.
أول العمود: كثيرون منا شبهوا قضية البدون بكرة الثلج، والتشبيه بالكرة صادق لأن الجلسة البرلمانية المقررة لحقوقهم المدنية والاجتماعية «نطت» مرتين ولم تعقد، الأولى في جلسة 10 ديسمبر، والثانية ستكون في 12 يناير المقبل، وفي كلا الجلستين كان الترحيل يتم فجراً.***هي لا تترك بيتا أو محلا تجاريا صغيرا أو زجاج سيارة إلا تجدها تحمل لك ما يعد به خادم المصباح السحري من خدمات، تلك هي المواد المنشورة في الصحف الإعلانية التي بدأت بالظهور مستقلة عن الصحف الإخبارية بداية التسعينيات وأصبح لها شعبية واسعة اليوم، فمن يرد خدمة فسيجد فيها من يلبي طلبة، ومن يرد التسلية فسيقرأ حتما إعلانات غريبة (قرأت إعلاناً عن خصم خاص يقدمة صالون نسائي متخصص بالتسريحات الإفريقية لمن يحفظن القرآن)!في الحقيقة هناك ملاحظتان يمكن الاستفادة منهما في مسألة ما ينشر في هذه الصحف: الأولى، في مدى قانونية ما يعرض من خدمات ووجوب تعاطي الجهات المسؤولة معه لحماية المستهلكين من الغش والتغرير، والثانية فيما يمكن أن تكون مواضيع الإعلانات مادة لدراسة أكاديمية وعلمية تهدف إلى رصد التطور الاستهلاكي والذوقي للمجتمع، وكشف إسقاطاته الاجتماعية والأخلاقية خاصة مع التخالط بين أكثر من 100 جنسية دون وعي وتخطيط سكاني.في المجلات الإعلانية اليوم خدمات لا تحصى وأشياء لا يمكن توقعها، وتجد إقبالا وتفاعلا كبيرين من قبل من نظن فيهم العقل والمفهومية مع الكثير من الخدمات المشبوهة التي تعرض وتنشر، والمطلوب مراجعة ما ينشر فيها حماية للناس من المدعين و(الخبراء) في كل مجال. أدوية تجميل وتخسيس، تدريس في المنازل وبيع امتحانات، مساج وتسريح شعر في البيوت، خدم من فئة الجامعيات، طالبو قروض للعلاج في الخارج، تأجير سيارات فارهة، بيع أعضاء بشرية، إعلان عن دورات للجمال وتصميم الملابس وعزف العود دون معرفة أماكن عقدها وأهلية من يقومون بالتدريب وتقديم الخدمة.من المهم أن تخضع هذه المجلات لرقابة قانونية من زاوية عدم السماح لغير مقدمي الخدمات المرخصين بالإعلان فيها حتى تتاح للمستفيد فرصة المحاسبة على الجودة لاحقاً، كما يجب وقف الإعلان عن خدمات مخالفة للقانون كبيع الأطعمة المصنعة في البيوت والأماكن غير المرخصة، والأدوية ومواد التجميل غير المصنفة صحيا والتي أصبحت هاجساً للنساء، ونسمع عن مآسي تناول الكثيرين لها وتعرضهم للموت أو التشوهات، كما يجب وضع معايير للألفاظ المختارة للإعلانات بما لا يخدش كرامة الإنسان، خصوصا في إعلانات طلب عاملات المنازل (مثال: خادمة مكفولة 6 شهور )!ومن جانب آخر، فإن تبني دراسة علمية لمحتوى هذه المجلات يمكن أن يكشف لنا نتائج مختلفة حول أكثر من قضية، ومنها معاينة التطورات الاجتماعية والسلوكية والقيمية تجاه الكثير من الأمور الحياتية، ومعرفة تأثيرات دخول جنسيات عديدة إلى الكويت من خلال المهن والوظائف التي تقدم للمستهلك دون معرفة للتأثيرات الاجتماعية المترتبة عليها. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة
مقالات
الصحف الإعلانية ومخاطرها
27-12-2009