سؤال عكسي... لماذا جمال؟
أتحدى أن يجيب كاتب حكومي واحد عن هذا السؤال بصدق وصراحة، لماذا تصرون على جمال مبارك؟ ولماذا التشبث العنيد بوجوده ورئاسته؟ وما مبررات اختياركم؟ إن مبرر «حملة البيارق» في تأييد السيد جمال للرئاسة هو ضمان استمرار سياسة والده– وما أدراك ما سياسة والده؟يقول علماء التفسير القرآني «لا يمكن تفسير المفسر أو توضيح الواضح» وعلى الرغم من ذلك فإن بعض منظّري وكتّاب ومفكّري- إذا كان هناك فكر- الحزب الوطني يصرون على رفض ذلك، ويدّعون أن تولي السيد جمال مبارك الحكم ليس توريثا!! وبالتالي لا يمكن أن نشرح لهم أو نوضح أكثر مما ذكرنا وشرحنا وشرح غيرنا وفسر، وعلى الرغم من وضوح ذلك وضوح شمس الكويت في نهار أغسطس فإنهم يدعون زورا وبهتانا أنه ليس توريثا، وأن هذا حقه، بل يتساءلون في تعجب: لماذا يرفض المعارضون حقه في الترشح وتولي الرئاسة؟! وأنه مواطن عادي له كل الضمانات التي كفلها الدستور (لبعض المواطنين وليس كلهم للشروط المُعجزة التي نص عليها خلافا لكل دساتير العالم) والأكثر عجبا أنهم يطالبون المعارضين بتقديم أسباب ومبررات اختيار غيره، ولا يشرحون لنا أسباب اختيارهم له! واليوم سنتناسى قليلا قضية التوريث والرفض الشعبي والمنطقي له لنسأل هؤلاء: لماذا تصرون على جمال مبارك؟
أتحدى أن يجيب كاتب حكومي واحد عن هذا السؤال بصدق وصراحة، لماذا تصرون على جمال مبارك؟ ولماذا التشبث العنيد بوجوده ورئاسته؟ وما مبررات اختياركم؟ إن مبرر «حملة البيارق» في تأييد السيد جمال للرئاسة هو ضمان استمرار سياسة والده– وما أدراك ما سياسة والده؟- وماذا أنتجت لمصر طوال 30 عاما. لن أزيد عما ذكرته سابقا في مقالي (حملت الأمانة... بتاريخ 1/1/2010) ولكن في كلمات قليلة فإن استمرار هذه السياسة يعني استمرار الفساد والاستغلال للشعب... استمرار الخداع والتزييف لإرادة الأمة... استمرار تدني أحوال المواطنين ومعيشتهم... استمرار تولي بعض رجال الأعمال الفاسدين السلطة والحكم... استمرار النهج المستبد في التعامل مع المعارضة... استمرار تدهور علاقات مصر مع بعض الدول العربية... استمرار التبعية للولايات المتحدة... استمرار مهادنة إسرائيل والسير في فلكها... إلخ.هذه هي السياسة التي يسعى مؤيدو السيد جمال إلى استمرارها بانتخابه وهذا باختصار مبررات اختيارهم له. وكي أكون منصفا فهناك نقطة أخرى يسعون إليها من وراء اختياره وهي ضمان عدم محاكمة قادة هذه السياسة وزعماء الحزب (سياسيا وجنائيا) عما ارتكبوه في حق الشعب، فكيف يمكن لابن النظام ومن تربى على نهجه أن يحاكمه؟ فتولي أي شخص آخر الحكم قد يؤدي إلى تقديم هؤلاء جميعا للمحاكمة الشعبية والسياسية –على الأقل- لذلك يستميت هؤلاء في الدعوة لتولي السيد جمال الحكم. وكما يقول المثل «فلا يمدح السوق إلا من ربح فيه». وتجنبا لهذه النقطة تحديدا فإنني أقترح أن يكون من شروط الترشح للرئاسة أن يقدم المرشح إقرارا بعدم فتح الملفات القديمة أو محاكمة المسؤولين السابقين و«اللي فات مات» و«عفا الله عما سلف»، فقد يخفف هذا من عداء البعض ورفضهم لتولي شخص آخر مقاليد الحكم. و في النهاية إذا لم أكن محقا أتمنى أن يجيبني كاتب واحد لماذا جمال مبارك؟ *** عذرا للقارئ... اعتبارا من اليوم إلى أن تنتهي الانتخابات الرئاسية في 2011 سأنهي المقال بعبارة واحدة لا تتغير: نعم للبرادعي وتعديل الدستور... ولا للفساد والاستغلال والتوريث! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة