لا أحد ينكر الجهود التي يبذلها الأبطال في الإدارة العامة للتحقيقات بالتحقيق في قضايا الجنح الموكلة إليهم، والتعامل مع الحجم الكبير من القضايا التي ترد الإدارة وإحالتها إلى التحقيق في شتى مخافر الكويت المتفرقة، لكن أيضا لا أحد ينكر وحتى من المحققين أنفسهم أن هناك من يعمل وهناك من لا يعمل، وهذه علة التحقيقات الرئيسية، ولكن هذه العلة لا تعفينا من الإلحاح على مجلس الوزراء الموقر بإقرار الزيادة المرتقبة لرواتب السادة المحققين في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، خصوصا مع تواتر الأنباء التي تحدثت عن إنجاز ديوان الخدمة المدنية لمشروع الزيادة الذي طالب به مجلس الوزراء بشأن زيادة الاخوة المحامين في إدارة الفتوى والتشريع والمحققين في الإدارة العامة للتحقيقات، وأيضا محامي الإدارة القانونية في بلدية الكويت.

Ad

وبعيدا عن سلبيات الإدارة العامة للتحقيقات وكسل بعض المحققين وضعف الرقابة الذي يمارس تجاه بعضهم بسبب ضعف الأداء الفني لهم، فهناك أبطال يقودون الإدارة العامة للتحقيقات ويتحملون مشقة التحقيقات الطويلة والمرهقة وبلا امناء سر تحقيق وبحيادية تامة وبروح شبابية همها العدالة والإخلاص في العمل، وهذه الروح القتالية في العمل شاهدتها في مخفر الصالحية وشاهدتها في أعين رئيسي التحقيق عبدالرؤوف القلاف وناصر الناصر، وفي أعين المحققين سعود الرشيدي ومحمد حجي الكندري وغيرهم من طاقم العاملين في إدارة تحقيق هذا المخفر والذي بحق يتعين أن يكافأوا على إخلاصهم وتفانيهم في العمل من قبل مدير الإدارة العامة للتحقيقات الفريق يوسف السعودي وهو رجل عرف بتقديره للعاملين في كل القطاعات التي تولى إداراتها سابقا، كما أن تقديره وتكريمه للمخلصين من المحققين سواء من مخفر الصالحية أو حتى من محققي مخفر الشرق من أمثال المحقق علي السعيد وغيره من زملائه من المحققين وغيرهم من باقي المخافر أو حتى الأخوات في إدارة تحقيق الجنح الخاصة، فإن هذا التكريم سيجد صدى كبيرا في نفوس باقي المحققين وسيدفعهم على العمل بشكل أكبر.

الإدارة العامة للتحقيقات في حاجة إلى جهد ونشاط جديد ينقلها من بعض المراحل السلبية التي عاشت فيها إلى مراحل أخرى أفضل، وأهمها أن يشعر المحقق والمواطن من أن ثمة تغييرات قد حصلت في قبول الشكوى والتحقيق فيها بمهنية وحيادية عالية والتصرف فيها بشكل قانوني بحت وإلغاء مبدأ إحالة كل شيء للقضاء فهو مبدأ يرهق القاضي والمتقاضي ويعود بالسوء لعمل الإدارة.

كما أتمنى من الإخوة المحققين وعلى رأسهم مدير الإدارة الفريق السعودي ومن تحته من المديرين والمدعين أن يتمهلوا في إصدار الأوامر تجاه المشكو بحقهم «مواطنين أو أجانب» فلا يعقل أن كل أجنبي يخضع للتحقيق يتم منعه من السفر لمجرد أنه أجنبي وكل ذنبه أنه مشكو بحقه في قضية كيدية أو قضية حقيقية، وما أتمناه أن يتريث السادة المحققون في إصدار أوامر الضبط والإحضار ومنع السفر والحجز وهي أوامر باهظة الثمن على حياة الإنسان وبالتأكيد هم أقدر وأعلم على فهم ما أرسته محكمة التمييز في أشهر الأحكام التي أصدرتها من» أنه لا يضير العدالة إفلات مجرم من العقاب بقدر ما يضيرها الافتئات على حقوق الناس وحرياتهم».

في الختام أتمنى أن يكافأ أبطال الإدارة العامة للتحقيقات، وكذلك حماة الخزانة العامة في إدارة الفتوى والتشريع والمخلصين في الادارة القانونية ببلدية الكويت، وأن يسارع مجلس الوزراء الموقر في إقرار الزيادة المرتقبة لهم.