في الوقت الذي أدلى أحد المتهمين في جريمة نجع حمادي، التي قُتل فيها 9 أقباط ومسلم، باعترافات تفصيلية أمس، تضاعفت ردود الفعل في مصر ضد الحادث الطائفي الذي وقع ليلة الاحتفال بعيد الميلاد مساء الأربعاء الماضي، فقد طالبت عدة منظمات حقوقية في بيانات شديدة اللهجة بمحاسبة المسؤولين الأمنيين عما أسموه "التقصير الأمني الفادح"، مطالبين الرئيس المصري مبارك بالتدخل لـ"حماية حقوق الأقباط".

Ad

وكشفت تحقيقات النيابة أمس، في جريمة نجع حمادي عن عدة مفاجآت، فبينما اعترف المتهم الثالث هنداوي السيد بقيام المتهميْن الأول حمام الكموني والثاني قرشي أبوالحجاج بارتكاب الجريمة، نفى الأخيران التهمة وقالا إنهما لا علاقة لهما بالحادث.

وقال هنداوي في اعترافاته التفصيلية إنه فوجئ ليلة الحادث بقيام قرشي بالاتصال به وقابله في أحد المقاهي بنجع حمادي واستقلا السيارة الخاصة بالكموني وتولى هو قيادتها، وعند وصولهما إلى شارع لا يبعد 20 متراً عن مطرانية نجع حمادي فوجئ بقيام حمام الكموني بإطلاق الأعيرة النارية بطريقة عشوائية على المارة دون تفريق بين مسلم أو مسيحي، ولم يعرف سبب إصرار الكموني على القيام بهذه الجريمة. وعند هروبهما بالسيارة التي كان يقودها وإلى جواره قرشي وحمام يمسك بالسلاح الآلي في المقعد الخلفي، حاول الاستنجاد بالمارة إلا أن الكموني هدده بالقتل وقال له "هاقتلك زيُّهم لو فتحت بقك بكلمة"، وبعدها حاولا الهروب إلى خارج المدينة ثم تقابلا مع سيارة أجرة على طريق دير الأنبا "بضابا" واستوقفها الكموني وأطلق النيران على ركابها وأرداهم قتلى.

وقالت مصادر مطلعة في نجع حمادي لـ"الجريدة"، إن الكموني هو شخص معروف عنه الإجرام، وانه على اتصال بعضو مجلس شعب بارز ورئيس لإحدى اللجان داخل المجلس، وانه أحد الذين يعتمد عليهم في حملاته الانتخابية. وأضافت المصادر أنه تنصل منه عقب القبض عليه، رافعاً شعار أنه نائب عن نجع حمادي ويهمه أن يسود الهدوء.

وطالب نشطاء أقباط وحقوقيون الرئيس مبارك بالتدخل شخصياً لوقف ما أسموه "مسلسل الاضطهاد الذي يتعرض له الأقباط في مصر والذي تكرر في الفترة الأخيرة". جاء ذلك في المؤتمر الصحافي العالمي الذي عقده الاتحاد المصري لحقوق الإنسان.  وحذر المشاركون في المؤتمر في بيان، من "غضبة الأقباط القادمة نتيجة لشعورهم بالإحباط وفقدانهم الأمل في حماية الدولة لهم".

وفي سياق متصل أعلن محامي الكنيسة رمسيس النجار، أنه من المقرر أن تؤدي كنائس مصر صلاة جماعية على روح قتلى مذبحة نجع حمادي.