لم تحل الردود والمواقف الشاجبة لاستهداف رئاسة الجمهورية دون استمرار الحملة السياسية ضد الرئيس العماد ميشال سليمان، في حين تتزامن نهاية الأسبوع السياسي في بيروت مع مغادرة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى الرياض، في زيارة خاصة أمس، ومغادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تركيا اليوم، في زيارة رسمية.
تقفل نهاية الأسبوع في بيروت على سلسلة من الملفات العالقة، بدءاً من المشاركة في القمة العربية في ليبيا، والتي لم يتلق لبنان منها أي دعوة رسمية بعد، مروراً بمشروع قانون الانتخاب الذي لايزال يخضع لدراسة اللجان النيابية، وصولاً الى آلية التعيينات التي ينتظر بحثها وإقرارها، في حين لاتزال الحملات السياسية مستمرة على كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعلى الاتفاقية الأمنية مع الجانب الأميركي. الحريري وبريوفي موازاة مغادرة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في زيارة خاصة الى المملكة العربية السعودية أمس، بعد وداعه رئيس الحكومة الأردنية سمير الرفاعي، الذي أثنى على "الستّة عشر اتفاقية التي وقعت بين لبنان والأردن، وإسهامها في التقريب بين القطاع الخاص وتنشيط الأعمال الاقتصادية بين البلدين "، من المقرر أن يتوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري على رأس وفد برلماني اليوم الى تركيا، في زيارة رسميّة تلبية لدعوة من نظيره التركي محمد على شاهين.ويلتقي بري رئيسي الجمهورية والحكومة عبد الله غول ورجب طيب أردوغان، ويجري معهما محادثات تتناول العلاقات الثنائية والتطورات الراهنة في المنطقة، "خصوصاً الوضع الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل السياسة القمعية الاستيطانية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي". ويجري بري مع نظيره التركي محادثات تتركز على تعزيز التعاون بين برلماني البلدين، كما يلتقي مجلس رجال الأعمال التركي المعني بالعلاقات الخارجية، في حضور عدد من رجال الأعمال اللبنانيين، في إطار البحث في سبل تعزيز تبادل الاستثمارات والتعاون الاقتصادي بين لبنان وتركيا.وهابوعلى الرغم من كل الانتقادات التي وُجِّهت إليه، لم يتراجع الوزير السابق وئام وهاب عن مطالبته رئيس الجمهورية بالاستقالة، نافياً أي "صلة للسوريين بمواقفه وأن يكون صوت سورية أو حزب الله أو العماد ميشال عون أو المعارضة". ووصف من يدافع عن سليمان بـ"الدجالين والمنافقين"، وقال: "الرئيس جمال عبد الناصر استقال، فلماذا لا يستقيل ميشال سليمان، وأين هي المشكلة، إذا لم يستطع أن ينفذ ما قاله من محاربة الفساد وإجراء تعيينات شفافة". وطالب وهاب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع بأن "يوكل مؤسسة إحصاءات وتطرح سؤالاً حول من له شعبية أكبر، هو أم وئام وهاب"، معرباً عن تأكده من أنه سيفوز عليه بنسبة 60 في المئة وإلا لن يتعاطى السياسة بعد الآن".واستدعت هذه الاتهامات رداً من الدائرة الاعلامية في "القوات"، رأت فيه أن مواقفه "غير جديرة بالتوقف عندها لأنها ليست سوى تكرار ممّل لسيناريوهات لُفّقت في زمن الوصاية على لبنان تبريرا لحلّ حزب القوات اللبنانية واعتقال رئيسه"، في حين اعتبر جعجع "انهم لا يريدون استقالة رئيس الجمهورية بل الجمهورية". وقال: "لقد أسأتم فهمهم فهم لا يستهدفون قوى الامن الداخلي بل الأمن الداخلي، وهم لا يريدون استهداف اميركا بل لبنان"، مؤكداً "اننا نقف اليوم جميعا صفا واحدا دفاعا عن المؤسسات الدستورية ولبنان".مقاطعة ليبياوعلى خلفية المشاركة في القمة العربية في ليبيا، سأل عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب أيوب حميّد: "كيف يمكن للبنان ألا يُبادر فوراً، ليس فقط الى مقاطعة هذه القمة وإنما لقطع العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا؟، وكيف يمكن للبنان أن يتغاضى ولا يتخذ الموقف العادل والسريع بعيداً عن الانتظار والتلكؤ لأن الإمام الصدر لم يكن لفريق من اللبنانيين". وقال: "كيف يمكن للعرب ان يجتمعوا في مكان واحد مع من تآمر على لبنان، وكيف توجه الصفعات الدبلوماسية للبنان ويتم التحايل والخداع ويستدرج السفير اللبناني في سورية ليتلقى دعوة إلى حضور القمة العربية في ليبيا؟".الاتفاقية الأمنيةفي موضوع الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية، أوضح عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن "الاتفاقية الأمنية تقول إن الممتلكات التي تقدمها الولايات المتحدة وفقاً للاتفاقية، هي في عهدة الحكومة اللبنانية التي تتحمل مسؤوليتها أمام السفارة الأميركية، وليس أمام حكومة الولايات المتحدة". ولفت الى أن "المعركة التي نحن في صددها اليوم كوطنيين، في ما يتعلق بالاتفاقية الأمنية هي معركة ليست داخلية، ولكن معركة في مواجهة السفارة الأميركية".
دوليات
لبنان: وهاب يكرِّر مطالبة سليمان بالاستقالة و«أمل» تدعو إلى قطع العلاقات مع ليبيا
21-03-2010