لا يمكنك في هذه الأيام التحدّث عن أي موضوع يخصّ إيران، من دون التطرّق إلى مسألة برنامجها النووي. وفي لقاء جمع محافظ أصفهان مع وفد من الإعلاميين يمثلون وسائل إعلام كويتية مختلفة، ضمّ "الجريدة"، أعاد المسؤول الإيراني تأكيد مواقف بلاده الرسمية من هذا الملف الشائك.

Ad

في وقت تشتدّ الضغوط الدولية على إيران وتتسارع الجهود المبذولة من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية الدائمة العضوية في مجلس الأمن، لاستصدار قرار عقوبات جديد ضد طهران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل، اغتنم محافظ أصفهان الإيرانية علي رضا ذاكر أصفهاني فرصة لقائه بوفد إعلامي كويتي يزور المدينة الإيرانية الجميلة ضمّ "الجريدة"، للتأكيد على أن سعي ايران لامتلاك الطاقة النووية يستهدف لاستخدامها في المجالات السلمية، مشدداً في الوقت نفسه على حرص بلاده على ألا تكون البادئة بأي حرب في المنطقة إلا في حال الاعتداء عليها.

العداء مع الغرب

وعن تفسيره عداوة الغرب لإيران، على الرغم من قيام الولايات المتحدة بإزاحة الأنظمة المعادية لحكومة بلاده من الدول المجاورة مثل نظام صدام حسين في العراق ونظام حركة "طالبان" في أفغانستان، قال أصفهاني إن "العدو يظل عدواً وطبيعته العداء ومن المؤكد أنهم إذا شعروا بضعفنا فسيهجمون علينا ولكنهم فهموا قدراتنا". وأضاف أن "المخطط الأميركي للمحافظين الجدد كان أن يهجموا علينا، بعد الانتهاء من أفغانستان والعراق".

وأوضح أن أساس القدرة الإيرانية يعتمد على تكاتف الشعب الإيراني ودفاعه عن نظامه ومقاومته الجماعية للعدو، إضافةً إلى القدرة العسكرية، مستذكراً كيف استطاعت بلاده الوقوف أمام النظام العراقي السابق في حرب الثماني سنوات على الرغم من ان القوة العسكرية الإيرانية آنذاك لم تكن بالمستوى الذي تتمتع به حالياً، مؤكداً أن "الغرب على يقين بأنه لا يمكنه سحق الجمهورية الإسلامية بأي صورة عسكرية".

وأكد أن ليس لدى بلاده "أي نيّة للهجوم على أي بلد ولكن يجب أن نحافظ دائماً على أن تكون قدرتنا الدفاعية في أعلى مستوى، وإذا كانت هناك حاجة للتسليح فيجب أن تكون في هذا الإطار".

وشدد على أن الدين الإسلامي يحرّم استخدام الطاقة النووية في غير أغراضها السلمية"، ولكن أمام القوى الجبّارة يجب أن نكون على استعداد، مبيّناً أن ما تتمتع به إيران من تكاتف في نسيجها الاجتماعي ومقاومة جماعية للعدو يمكّنها من الوقوف أمامه مهما كانت قوته.

مفاعل نطنز

وعن سبب وجود مراكز عسكرية على طول الطريق إلى مدينة نطنز، حيث المفاعل النووي، قال الدكتور اصفهاني: إن بلاده تواجه تهديدات إسرائيلية دائمة ومستمرة لضرب المفاعل، "ويجب أن نكون على استعداد في هذه المناطق".

وعن تغيير الغرب طريقة تعامله مع طهران إثر انتصار الثورة الإسلامية، بعد أن كان يموّل البرنامج النووي الإيراني في عهد النظام الملكي الشاهنشاهي، ذكر أصفهاني أن الغرب سمح بأن تكون لإيران منشآت نووية حين كان النظام الملكي يحكمها "حينها كان النظام خادماً للغرب وكان اقتصادنا وسياستنا وثقافتنا وحتى قادة جيشنا من الغرب". وأضاف "كانت ايران حينها حارساً لمصالح الغرب في المنطقة وشارك جيشها في حروب ضد دول الجوار تحقيقاً لتلك المصالح ولكن بعد انتصار الثورة تغيرت فكرة الغرب عن الهدف من إنشاء المفاعل وهذا التناقض من قِبلهم يجب أن يفسروه هم".

تدابير احترازية

وعما إذا كانت هناك أي احترازات للمواطنين الإيرانيين في حال حدوث تسرب من المفاعل النووي أو توجيه ضربة عسكرية له، أوضح أصفهاني أن ما يُشاع عن احتمالات التسرّب وما قد يسببه من أضرار لدول المنطقة هو من "عمل الغرب كي يمنعونا من التقدم في هذا المجال واذا كان هناك أي نوع من التسرب فيجب أن يهددنا نحن أولاً".

تأثير العقوبات

وتحدّث أصفهاني عن تأثير العقوبات الاقتصادية على الصناعات الإيرانية في الداخل وتأثير الأزمة المالية العالمية الأخيرة على الاقتصاد الإيراني، فقال إن الغرب كان ولا يزال يستغل كل الامكانات لتضعيف بلاده، مدللاً على ذلك بالحجز على الأموال الإيرانية المودعة في البنوك الأجنبية في بداية الثورة، "والآن لا يسمحون لنا بالحصول على بعض التقنيات الصناعية في بعض المجالات الاقتصادية"، مشيراً إلى عدم تأثر اقتصاد بلاده بتلك العقوبات أو بالأزمة المالية العالمية.

الاضطرابات الداخلية الأخيرة

وعما اذا كانت أسباب الازمة التي صاحبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة اقتصادية أم اجتماعية أم داخلية أم خارجية، قال أصفهاني إن الأزمة كانت نتيجة تحالف معارضي الثورة الإسلامية في الخارج مع المعارضين لنتائج الانتخابات في الداخل، مشيراً في هذا السياق الى دور الإعلام الغربي في "وضع السيناريو وإيجاد الارضية الخصبة لهؤلاء واستخدامهم في ضرب القيم الإسلامية".

المواقع الأثرية

من جهة أخرى، تطرّق المحافظ إلى المواقع الأثرية التي تشتهر بها أصفهان وعما اذا كانت الميزانية المخصصة لترميم تلك المواقع كافية، موضحاً أن لدى بلاده "آثاراً يعود تاريخها الى عهود غابرة ويحتاج ترميمها والمحافظة عليها إلى ميزانية عالية وعادة تكون الميزانيات المخصصة لذلك محدودة، لكن ثمة اقتراحاً قدمه الرئيس احمدي نجاد إلى البرلمان لزيادة ميزانية الترميم هذا العام".

وأشار أصفهاني إلى ما تمتاز به المحافظة ومدنها، من آثار تاريخية وسياحية تمتد جذورها الى اكثر من سبعة آلاف سنة قبل الميلاد.

واستذكر كيف اعتنق اهل تلك المحافظة الديانة الزرادشتية قبل دخول الإسلام، مبيناً أن أهل المحافظة يتباينون حالياً بين يهود ومسيحيين وأرمن، إضافةً الى المسلمين الذين يمثلون النسبة الكبرى من تركيبة السكان.

التوأمة مع الكويت

وعن اتفاقية التوأمة بين الكويت وأصفهان، قال المحافظ إن تنفيذ الاتفاقية لم يتم ونسعى من خلال التبادل الثقافي والتجاري وتأسيس مكاتب اقتصادية إلى أن نصل إلى تحقيق أهداف تلك الاتفاقية، مبدياً في الوقت ذاته استعداد بلاده التام للتعاون في المجال الإعلامي.