أحدث قرار تزكية المحامي جاسر الجدعي لرئاسة قائمة المحامي التي تخوض انتخابات جمعية المحامين الكويتية المقبلة ردود فعل داخل قائمة المحامي وخصومها.

Ad

شهدت الأيام القليلة الماضية حراكا انتخابيا مبكرا لانتخابات جمعية المحامين الكويتية، المتوقع إجراؤها في منتصف نوفمبر المقبل، وأبرز الأحداث التي شهدتها الأيام الماضية هو التنافس على مقعد الرئاسة لقائمة المحامي التي تتولى حاليا إدارة مجلس إدارة جمعية المحامين الكويتية باستحواذها على مقاعد الأغلبية في المجلس الحالي.

وحسب مجريات الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي على قائمة المحامي فإن القائمة زكت العضو السابق لجمعية المحامين الكويتية، وأبرز قياديي القائمة المحامي جاسر الجدعي، ليصبح رئيسا لها في الانتخابات المقبلة، في وقت اشتدت فيه المنافسة مع القيادي في قائمة المحامي، الذي يتولى حاليا منصب نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المحامين الكويتية المحامي الحميدي السبيعي، لكن أطرافا داخل قائمة المحامي لعبت دورا كبيرا في إبعاد الحميدي عن المنافسة، وهو ما رتب أمر تزكية المحامي جاسر الجدعي من قبل أعضاء قائمة المحامي في الأسبوع الماضي وإظهار الأمر بعدم وجود أي منافس، على الرغم من تشكيل القائمة خلال الأسابيع الماضية من لجنة تضم عمر العيسى الرئيس الحالي للجمعية والرئيس السابق لجمعية المحامين الكويتية المحامي عبداللطيف صادق والتي ستكون مهمتها التنسيق لعملية اختيار رئيس القائمة المقبلة، إلا أن هذه اللجنة لم تتمكن من الانتهاء من عملها بسبب التسريبات التي صدرت من بعض أطراف قائمة المحامي في الأسابيع الماضية حول اختيار القائمة للرئيس الحالي عمر العيسى كرئيس للقائمة مرة أخرى، وهو أحد الاسباب التي عرقلت عملية اختيار الرئيس المنتخب لقائمة المحامي وانتهت إلى عملية التزكية التي رست على المحامي جاسر الجدعي.

وعلى الرغم من القوة الانتخابية التي يتمتع بها المحامي جاسر الجدعي لأنه صاحب تجارب انتخابية سابق، وسبق له التعامل مع تجاذبات العملية الانتخابية، إلا أن ترؤسه للقائمة سيكون له العديد من الملاحظات الانتخابية من قبل القواعد الانتخابية لقائمة المحامي أولا، ومن خصوم القائمة ثانيا، وأبرز الخصوم هو قائمة المحامين التي يتولى رئاستها المحامي خالد الكندري، خصوصا في الوقت الذي تؤكد فيه الأوساط الانتخابية عدم خوض القائمة الثالثة برئاسة المحامي رياض الصانع العملية الانتخابية برمتها.

تحديات

وأبرز التحديات التي ستواجه قائمة المحامي بترؤس المحامي جاسر الجدعي للقائمة هو التعامل مع القواعد الانتخابية، إذ أظهرت عملية اختيار الجدعي من دون إجراء انتخابات لمنصب الرئاسة والتي كانت بعض الأوساط الانتخابية ترشح نجاح المحامي الحميدي السبيعي لها، نفور بعض المجاميع من المحامين والمحسوبين على المحامي الحميدي السبيعي من العملية الانتخابية المقبلة، في حين يؤكد البعض ضرورة خوض الانتخابات المقبلة لقائمة المحامي برئاسة المحامي الحميدي السبيعي على الرغم من قرار التزكية الصادر من القائمة للمحامي الجدعي.

وعلى الرغم من انتهاء عملية تزكية الجدعي للقائمة فإن هناك محاولات حثيثة واتصالات يجريها المحامي الحميدي السبيعي للوصول الى نتيجتين، الأولى أنه الأحق برئاسة القائمة في العملية الانتخابية المقبلة وأنه لن يخوض الانتخابات المقبلة من دون أن يتولى منصب الرئيس، والنتيجة الثانية أن الحميدي السبيعي حقق العديد من النتائج على صعيد الأربع سنوات الماضية في الجمعية من خلال توليه منصب أمين سر جمعية المحامين الكويتية قبل نحو عامين، وخلال الدورة الحالية لمجلس إدارة جمعية المحامين الكويتية تولى منصب نائب رئيس جمعية المحامين الكويتية.

تساؤل

وعلى الرغم من نهائية القرار الذي اتخذته قائمة المحامي باختيار المحامي جاسر الجدعي رئيسا لها، تثور جملة من التساؤلات أهمها هل سينجح المحامي الحميدي السبيعي في تحقيق منصب الرئاسة مرة أخرى على الرغم من اختيار القائمة للمحامي الجدعي رئيسا لها، أم ان الحميدي السبيعي سيخوض انتخابات جمعية المحامين الكويتية في قائمة ثالثة وسينقل المجاميع التي تؤيده الى تلك القائمة وستبتعد عن تأييد قائمة المحامي، والتساؤل الأخير المنطقي والذي يترتب على التساؤلات السابقة وهو، إذا لم يستعد الحميدي السبيعي منصب الرئاسة في قائمة المحامي ولم يخض العملية الانتخابية بقائمة ثالثة، فماذا سيكون موقفه والمجاميع التي تعمل معه وتؤيده من الانتخابات المقبلة والتي ستخوضها كل من قائمة المحامي برئاسة المحامي جاسر الجدعي وقائمة المحامين برئاسة المحامي خالد الكندري؟!

الخصوم

بينما الأمر الآخر الذي يرتبه قرار ترؤس جاسر الجدعي وأثره على خصوم القائمة وتحديدا قائمة المحامين التي ستخوض العملية الانتخابية برئاسة المحامي خالد الكندري هو تركيز الخصوم على النتائج التي حققها الجدعي مع قائمة المحامي في السنوات الماضية، والتي شابها العديد من الملاحظات لأداء مجالس إدارات الجمعية التي كانت تضم عضويته، علاوة على الملاحظات التي تثار في كل موسم انتخابي وتكون إحدى المواد التي تشهدها المنافسات الانتخابية في كل عامين انتخابيين.

قائمة المحامي

ويشكل قرار اختيار الجدعي رئيسا لقائمة المحامي تحديا كبيرا في أمرين هما،  العمل على ترتيب صفوف القائمة، والذي سيشكل صعوبة كبيرة خاصة وأن العملية الانتخابية ليست بعيدة جدا والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل الوقت كاف للملمة صفوف القائمة مجددا للعملية الانتخابية المقبلة؟ بينما الأمر الثاني المثار هنا، هل قائمة المحامي قادرة على مواجهة خصومها وتحديدا قائمة المحامين برئاسة المحامي خالد الكندري؟ خصوصا بعد أن بات أمر خوض المحامي رياض الصانع وقائمته غير مطروح حتى الآن.

التجاذبات الداخلية

ومن المتوقع أن تشهد الأيام القليلة القادمة نوعا من التجاذب الداخلي والخلاف حول دور المحامي الحميدي السبيعي في المرحلة المقبلة، وكيفية التعامل معه، خصوصا من بعض المجاميع المحسوبة على قائمة المحامي والتي تعتبر نفسها "المدير وصاحب القرار الأول والأخير" في القائمة وهي ما تمثل بنظر الكثيرين أنها "حكومة الظل" لقائمة المحامي على الرغم من ابتعادها الكبير عن أجواء المحامين وسلامة أبعادهم الانتخابية الحقيقية، وستعمل "حكومة الظل" خلال الأيام المقبلة على احتواء كل ردات الفعل التي قد تصدر من المجاميع التي تؤيد المحامي الحميدي السبيعي وتدفعه إلى منصب الرئاسة مرة أخرى، أو احتواء ما يتردد من بعض منتسبي تلك المجاميع من خوض العملية الانتخابية المقبلة بقائمة ثالثة أو الابتعاد عن العملية الانتخابية المقبلة برمتها تماما.

الأوضاع

جملة من التساؤلات ستجد لها الأيام القليلة المقبلة إجابات واضحة قد تظهر ملامح وشكل العملية الانتخابية المقبلة، واللاعبين الرئيسيين فيها والنتائج المتوقع تحقيقها، بعد أن ترسو الأوضاع الداخلية في قائمة المحامي على بر الاستقرار تمهيدا لمواجهة عواصف العملية الانتخابية المقبلة!