الشريف لـ الجريدة● : دراسة أثبتت أن 65% من المرضى يتلقون رعاية أطباء التخدير في غرف العمليات والعيادات

نشر في 25-07-2010 | 00:01
آخر تحديث 25-07-2010 | 00:01
No Image Caption
الربو والسمنة والسكري والضغط والغدة الدرقية أكثر الأمراض شيوعاً في المجتمع الكويتي
أكد رئيس قسم التخدير والحالات الحرجة في مستشفى طيبة د. صلاح الشريف أن طبيب التخدير يحظى بمكانة خاصة في المنظومة الطبية، وخصوصاً أن الدراسات أثبتت أن ما يقارب ثلثي المرضى يتلقون رعاية منهم داخل غرفة العمليات وفي عيادات التخدير.

قال رئيس قسم التخدير والحالات الحرجة في مستشفى طيبة د. صلاح الشريف إن الكويتيين لم يقبلوا في السابق على مزاولة مهنة الطب، مشيرا إلى أن السواد الأعظم من العاملين في مهنة الطب كان من غير الكوتيين، وبمرور الوقت أصبحت اعداد الأطباء الكوتيين في التخصصات المختلفة في تزايد مستمر، لاسيما أعداد من يعملون بالتمريض أو الفنيين. "الجريدة" التقت الشريف الذي أكد عدم خلو أي مستشفى من طبيب كويتي للتخدير أو أكثر، مبينا ان الكويت تطبق معايير الجودة العالمية في مجال التخدير من حيث الأدوية المستخدمة والأجهزة العالمية والكادر الطبي المحترفن وهو ما ستضح من خلال الحوار التالي:

ما المقصود بالتخدير؟ وما الأسس التي يقوم عليها؟

- علم التخدير بمفهومه البسيط هو العلم الذي يتعامل مع تخدير المرضى خلال العمليات الجراحية، ووفقاً للممارسة الحديثة له فلا يبدأ داخل غرفة العمليات فقط، بل يبدأ بتقييم المرضى قبل اجراء العمليات الجراحية، لا سيما تحضيرهم بصورة صحيحة للتخدير، من ثم العناية بهم أثناء العملية، وتقديم رعاية تامة لهم خلال الإفاقة وما بعد العملية، أما عن المحاور والأسس التي يقوم عليها علم التخدير فهو يشمل مجالات عدة مثل علاج الآلآم الحادة أو المزمنة، والعناية الفائقة بالحالات الحرجة سواء الجراحية أو الطبية، لا سيما في مجال الاستشارات الطبية، حيث باتت مهنة التخدير تغطي مناطق أوسع، ولا تقتصر على غرف العمليات فحسب.

تخدير فعال

هل هناك أنواع للتخدير؟

- نعم هناك أنواع مختلفة للتخدير ويمكن أعطاؤه للمريض بطرق مختلفة إما بواسطة الحقن في الوريد أو عن طريق الاستنشاق من خلال الجهاز التنفسي، لا سيما أن هناك التخدير الموضعي الذي ينقسم إلى نصفي أو لجزء معين في الجسم، ولا توجد طريقة واحدة مثلى للتخدير إنما هناك تطور مستمر في علم التخدير، ولكن أفضل الطرق هي التي تكون ذات تأثير فعال وسريع، وتتميز بالإفاقة السريعة، وتكون مصحوبة بأقل النسب من الأعراض الجانبية.

"لا تطوير لعلم الجراحة إلا بتطوير علم التخدير" فما العلاقة بين العلمين؟

- هناك نقاط مضيئة وعوامل كثيرة ساعدت على تطور علم الجراحة، من أهم هذه العوامل تطور علم التخدير، كونه سهل التعاطي مع الحالات الجراحية الحرجة، وسهل إجراء الجراحات لمختلف الأعمار، لا سيما سهل إجراء الجراحات للمرضى الذين يعانون أمراضا مختلفة، إضافة إلى أنه وفر مناخا مناسبا لإجراء الجراحات في جو آمن، مع توفير سبل النقاهة السريعة لعودة المرضى إلى حالاتهم الطبيعية بعد العمليات الجراحية.  

كيف ترى مخاطر مهنة التخدير على كل من المريض والطبيب؟

- لا يوجد مهنة تخلو من المخاطر، ولكن الهدف الاساسي من تطور علم التخدير هو الحصول على منتج جيد يمكن تعريفه في صورة اجراء تخدير آمن غير مصاحب بأعراض جانبية أو مضاعفات، لا سيما الإفاقة التامة للمريض بحيث يعود إلى حالته التي كان عليها قبل التخدير، وهذا يتطلب شروطا للجودة ودرجة أمان عالية، بطرق بسيطة في وقت مناسب وبتكاليف مناسبة حتى يتسنى لنا نيل رضا المريض واهله في الصورة النهائية لخدمة التخدير، وقد يكون هناك مخاطر ولكن الهدف الرئيسي لتطبيق معايير الجودة هو منع حدوث المضاعفات أو الاعراض الجانبية، ونتيجة التطور الحديث لعلم التخدير فإن مضاعفات الوقت الحاضر تختلف عن مضاعفات الممارسات السابقة التي كانت نسبة وفياتها أعلى ومضاعفاتها وأعراضها الجانبية أكثر، حيث وصلت نسبة الوفيات في السابق إلى 1 لكل 5 الاف حالة جراحية، فضلاً عن المضاعفات والأعراض الجانبية مثل الغثيان والآم الزور وآلام ما بعد العملية، وتأخر استعادة النشاط الطبيعي، أما بشأن التطورات الحديثة لعلم التخدير وفقا لآخر إحصائية أصدرها اتحاد جمعيات التخدير الأوروبية المعروف باسم "إعلان هيلثينكي" الصادر في يونيو 2010 بينت أن هناك 230 مليون مريض يجرى لهم عمليات جراحية كبرى كل عام، 7 ملايين منهم يواجهون مضاعفات كبرى أي ما يعادل 3.5 في المئة مثل الصدمات العصبية، ومليون مريض توافيهم المنية أي نسبة 0.4 في المئة، حيث تتعلق أسباب الوفاة إما بالمرضى الذين يعانون أمراضا مزمنة، وإما بالحراجة كتعرض المرضى لنزيف جراحي أو مضاعفات جراحية أو بالتخدير، لا سيما أن بعد تحليل النتائج التي كان للتخدير سبب مباشر في وفاتها كانت النسبة أقل من الواحد في الـ1000، فهناك نسبة من الأعراض الجانبية التي تترواح بين 18 إلى 22 في المئة تحدث للمرضى مثل الغثيان الميل إلى القيء وتأخر العودة الي الحالة الطبيعية وآلام الزور، ونعمل جاهدين لتقليل هذه النسبة رغم بساطتها ولكننا غير راضين عنها مع العلم أن في حال حدوثها يمكن علاجها بطرق بسيطة.

 معايير دولية

هل وصلت الكويت في مجال التخدير إلى المستويات العالمية من حيث الأجهزة والأدوية والكادر الطبي؟

- المعرفة باتت متاحة للجميع، ويمكن لأي شخص الاطلاع على أحدث التقنيات والإصدارات الطبية عبر الإنترنت ووسائل الاتصال والمعرفة الحديثة، لا سيما أن المعايير الدولية لعلم التخدير مطبقة في الكويت، والمعرفة والتقنيات الحديثة موجودة وكذا الأدوية الحديثة، وهناك مشروع يسعى إلى الاعتراف الدولي بمستشفيات خاصة بالتخدير، ومثال على ذلك مستشفى طيبة التي تسعى للحصول على الاعتراف من هيئة الأطراف الدولية للمستشفيات، وموعد تقييمها الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر المقبل، ولكن المعايير الدولية وحدها لا تكفي فلا بد من تطبيقها بل تقييها واستمراريتها.

لماذا لا يقبل الأطباء الكويتيون على طب التخدير؟

- في السابق لم يكن هناك إقبال من جانب الكوتيين على مزاولة مهنة الطب، والسواد الأعظم من العاملين في مهنة الطب كانوا غير كوتيين، ولكن بمرور الوقت ملاحظ الآن أن أعداد الأطباء الكوتيين في تزايد مستمر، وخصوصا من يعملون في التمريض أو فنيين وفي التخصصات المختلفة، وهناك نسب متفاوتة في اختيار التخصص الطبي فهناك من يميل إلى التخصصات الطبية وهناك من يفضل التخصصات الجراحية، وبالنسبة للتخدير له طبيعة خاصة لان الممارسات السابقة لمهنة التخدير جعلت هناك احجاما على اختيارها، كون أنه لا علاقة مباشرة بين الطبيب والمريض لان عمله يقتصر على غرفة العمليات فحسب، ولأن طبيب التخدير يتعرض لضغوط كثيرة ذهنية وجسدية، ولا يوجد مردود مباشر من المرضى وذويهم لقيمة عمل طبيب التخدير، ولكن مع ظهور الممارسات الحديثة لمهنة التخدير باتت ممارسة المهنة لا تبدأ من غرفة العلميات كما ذكرنا في السابق، ولكن يهتم بعلاج الآلآم، وأصبح هناك تفاعل أكثر في الوقت الحاضر، وهناك دراسة في انجلترا وضحت أن نسبة 60 إلى 65 في المئة من المرضى يتلقون، رعاية من أطباء التخدير سواء داخل غرف العلميات أو في عيادات التخدير، لذلك لا تخلو الآن مستشفى من طبيب تخدير كويتي أو أكثر.

تخصص التخصص

هل هناك تخصص داخل تخصص التخدير؟ وما الفارق بين طبيب التخدير وطبيب العناية المركزة؟

- هناك أطباء تخدير للأطفال ولكبار السن ولحالات الولادة وجراحات المخ والأعصاب وجراحات القلب والصدر، وأطباء متخصصون في الرعاية الحرجة للمرضى وعلاج الآلآم، أما بشأن تخصص التخصص فهناك اطباء تخدير متخصصون في جراحات القلب للاطفال، اما بشأن الفارق بين طبيب التخدير وطبيب العناية المركزة فطبيب التخدير يسعى إلى معالجة المرية عامة ولا يعالج عضوا به قصور أو فشل، والحالات الحرجة تتطلب أكثر من تخصص نظراً إلى صعوبة الالمام بكل تخصصات الطب لزيادة المعرفة، ووحدة الافاقة الحرجة تتطلب مجموعة استشاريين يشاركون في علاج المريض هما استشاريو الحالات الحرجة وطبيب قلب وطبيب جراحة وتخصصات أخرى، والمشرف على وحدة العناية المركزة في الغالب يكون طبيب تخدير متخصصا في طب الحالات الحرجة، وليس كل طبيب تخدير هو طبيب متخصص في الحالات الحرجة ولكن معظم اطباء التخدير ممكن تطوير عملهم ليصبحوا متخصصين في الحالات الحرجة، نظراً إلى قدرتهم في التعامل مع أجهزة الانعاش والتنفس الاصطناعي.

هل يختلف المريض الكويتي عن المرضى الآخرين؟ وهل هناك أمراض متفشية في المجتمع الكويتي يصعب معها عمل طبيب التخدير؟

 - بالنسبة لتخدير المريض يتدخل فيه عوامل مختلفة أحد أهم هذه العوامل الحالة الصحية للمريض فإن كان يعاني بعض الأمراض المزمنة فهذا يؤثر في نوع التخدير، وطريقة إعطائه، فبالنسبة لمراجعة الحالات الجراحية داخل مستشفى طيبة وجد أن أكثر الأمراض شيوعاً في الحالات الجراحية داخل المجتمع الكويتي هي الربو والسمنة والسكري وارتفاع ضعط الدم وأمراض الغدة الدرقية، ولذلك يجب تقييم المرضى قبل العمليات الجراحية والتأكد من خلو المريض منها، وفي حال وجودها يراعى نوع التخدير والطرق المستخدمة لتتناسب مع هذه الأمراض، مع الاهتمام بالمتغيرات المصاحبة لها أثناء وبعد العملية وخلال عملية الإفاقة للمريض، مع مراعاة العلاج الذي يعطى للمرضى بعد الحراجة.

back to top