أحدث فيلم كويتي!

نشر في 02-04-2010
آخر تحديث 02-04-2010 | 00:01
 د. حسن عبدالله جوهر   ترقبوا أحدث أفلام الدراما السينمائية خلال الصيف القادم وهو إنتاج كويتي خالص، ومن إخراج وزارة الإعلام وبطولة جهات حكومية وشعبية عدة، وتدور قصة الفيلم عن عائلة كويتية ينقطع عنها الكهرباء لعدة أيام فيأخذ الأب أسرته ليقيم لدى الجد في بيت ذوي الدخل المحدود على أمل أن يحشر زوجته وأبناءه الثلاثة في غرفة واحدة، وعند وصولهم إلى بيت "بابا عود" يفاجأ بأن القطع الكهربائي المبرمج قد وصل قبلهم إلى المنزل المنقذ.

ولما يشتد غضب الأب من حظه السيئ يطمئنه الوالد الكبير ويقترح عليه استعادة ذكريات الماضي باللجوء إلى البحر لكسر الضجر ولينسى الأطفال حرارة الجو الملتهب والنزول إلى مياه الخليج الباردة!

ويستحسن الأب الفكرة ويذهب إلى أحد الأسواق المركزية لشراء بعض ملابس السباحة و"الطفاحيات" ويذهل أن الأسعار قد ارتفعت بشكل جنوني، وبلا تردد يلجأ إلى الـ"بابا عود" ليستلف منه قيمة عدة البحر.

وتكتمل الفرحة عندما يقضي أفراد العائلة يوماً كاملاَ على الشاطئ بعد معاناة البحث عن موقع شاطئي بعيد عن مطاعم "الفاست فود" وعيون المصبنة والعمالة المنتشرة بالزي البرتقالي!

ولكن عند العودة إلى المنزل وتحت أضواء الشموع تسوء حالة أصغر الأطفال وعمره أربع سنوات ويضطر الوالد المسكين لأخذه إلى طوارئ إحدى المستشفيات وبسبب الزحمة الشديدة وانتظار الدور يضطر لإقامة صلاة الفجر في المستشفى، وبعد التشخيص الأولي للطفل المريض يتبين أنه قد أصيب بتلوث شديد بسبب رمي مجاري الصرف الصحي الجديد في منطقة مشرف بالبحر وظهور المد الأحمر في هذا الموسم من السنة، ويتم تحويله إلى أحد المراكز التخصصية ليكتشف الأطباء بأن المريض قد أصيب بالسرطان!

وعلى مدى أسابيع عدة من المعاناة والمتابعة واللجان الطبية وحالة الطفل تزداد انتكاسة ترفض الوزارة إرساله إلى الخارج بحجه توافر العلاج محلياً، ولكن مع الانتظار للحصول على سرير في المستشفى، فيضطر الوالد إلى البحث عن أحد أعضاء مجلس الأمة للتوسط على أمل موافقة الجهات المعنية، ولكن بسبب العطلة الصيفية لا يجد أي نائب للقيام بالواجب فيلجأ إلى الاقتراض من أحد البنوك لإنقاذ حياة الطفل.

وبعد أخذ القرض يواجه هذا الأب معضلة جديدة في الحصول على حجز من مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية إلا بعد شهر ليوكل الأمر لربه، وفي موعد السفر أيضاً تتأخر الرحلة لأكثر من ست ساعات والطفل بعيد عن الأجهزة الطبية مما يعني تضاعف الخطورة على حياته، ولكن لله الحمد تقلع الطائرة أخيراً ويصل إلى مقر العلاج بعد يوم كامل ليصدم بالخبر السيئ بأن الحالة قد ازدادت تعقيداً وأن العلاج قد يستغرق شهوراً.

ويرضخ الأب المسكين للأمر الواقع ويضطر إلى مدّ إقامته بعد استنفاد رصيد إجازاته الدورية وبإجازة من دون راتب، وبعد جهود حثيثة ومحاولات عديدة بأحدث الطرق الطبية يتم إنقاذ حياة الطفل مؤقتاً، ولكن لا يستبعد الأطباء عودة المرض من جديد خلال ستة شهور أخرى بسبب تأخر العلاج واستفحال المرض.

ويشد الأب الرحال للعودة إلى الديار وترك الأمور للقدر، ولكنه يفاجأ عند منفذ المطار بأنه تحت طائلة الضبط والإحضار لأنه لم يسدد أقساطا عدة من القرض، وتتفكك العائلة من جديد حيث ينقل الطفل إلى المستشفى بينما ينقل الأب إلى السجن!

وفي نهاية الفيلم تتوج الشاشة بإعلان أن دولة الكويت قد أقرت في سنة 2010 خطة تنمية شاملة تتضمن التأمين الصحي الذهبي لكل مواطن مع بناء أحدث المستشفيات، وتفعيل قوانين البيئة، وخصخصة الكويتية، وإقامة عشر محطات لتوليد الطاقة، مع إسقاط القروض عن المواطنين، وإقرار الكوادر التخصصية، وزيادة الرواتب، وأن الأجيال المقبلة ستجني ثمار هذه الخطة لا محالة بعد عمر طويل!

back to top