محشوم يا أبو علي

نشر في 02-12-2009
آخر تحديث 02-12-2009 | 00:00
 سعد العجمي شرفني الإخوة في اتحاد طلبة الكويت فرع أميركا بالمشاركة كمتحدث في الندوة السياسية المقامة على هامش المؤتمر السنوي للاتحاد بمعية الدكتور أنس الرشيد والنائب مرزوق الغانم والمحامي وسمي الوسمي، وتطرق الحديث خلال الندوة التي أدارها الزميل تركي الدخيل إلى هموم الشأن السياسي المحلي.

خلال مداخلات الطلبة في النقاش اكتشفت مدى متابعتهم الدقيقة لتطورات الأوضاع السياسية في البلاد، وكأنهم يعيشون بيننا ويحضرون جلسات المجلس نظراً لإلمامهم واطلاعهم على كل التفاصيل، لكن ما آلمني هو نبرة اليأس والإحباط التي غلّفت مداخلاتهم حول الواقع السياسي الذي نعيشه.

في حديثي ذكرت ثلاث نقاط لاحظت أن الطلبة تفاعلوا معها بشكل جيد، وكانت مثار حديث جانبي بيني وبينهم بعد انتهاء الندوة: أولاها أن صعود أي وزير إلى منصة الاستجواب مهما كان منصبه أو حقيبته التي يحملها ليس فضلا أو منّة، وعليه ألا يحملنا «جميلة» بصعود المنصة، فهذا الأمر استحقاق دستوري واجب بحكم نصوص الدستور، وثانيتها أن الأوضاع والمفاهيم باتت معكوسة في الحالة السياسية الكويتية فمن ينتقد الأداء السياسي لشخص يحجز في المباحث الجنائية، ومن يطعن في ولاء وانتماء نصف المجتمع الكويتي يسرح ويمرح بين مكاتب الوزراء ويستقبل مع كبار الشخصيات.

أما ثالثة النقاط، وهي التي أحرجتني نوعا ما، فقد ذكرت أن من صور فساد المؤسسة التشريعية دخول نائب فقير إلى المجلس وبعد عضويته بفترة يصبح مليونيراً، المقولة أعجبت النائب مرزوق الغانم الذي ضحك طربا لسماعها، وأخذ ينظر إليّ، وبسوء تقدير غير مقصود مني قلت له «سأردها لك يا أبوعلي»، فأضفت «كما أن مشكلتنا في نواب تجار يدخلون المجلس بمليار ويخرجون بخمسة».

بالطبع لم أكن أقصد مرزوق الغانم الذي أكنّ له كل تقدير واحترام وتربطني به علاقة طيبة حتى قبل أن يصبح نائبا، لكن أسئلة الطلبة التي حاصرتني بعد الندوة اضطرتني لتوضيح الأمر في هذا المقال على أمل أن يقرأه من لم ألتقه، وأوضح له حقيقة الجملة التي قيلت بعد أن خانني التعبير بطريقة وتوقيت طرحها، وليس فحواها، فهو صحيح من وجهة نظري الخاصة على الأقل.

في هذا الإطار مازلت أتذكر جملة قالها مرزوق الغانم في إحدى جلسات مجلس الأمة مفادها أنه مثل ما هناك صحافي فاسد أو سياسي فاسد، فهناك أيضا تاجر فاسد، وهم للأسف «أكثر من الهمّ على القلب» لكنك «محشوم» عنهم «يابو علي» أنت وعائلتك الكريمة.

عموما فإن الأيام التي قضيتها بين الطلبة هناك أثبتت لي بما لا يدع مجالا للشك أن الكويتي «يفطر ويتغدى ويتعشى» سياسة، فنحن مسيسون من يوم ولادتنا، لكن الأهم من ذلك كله أن مداخلات وأحاديث الطلبة كشفت مدى تآكل وانحسار شعبية الحكومة التي حمّلها أغلب الطلبة أسباب تردي الأوضاع السياسية، أما الاكتشاف الجميل بالنسبة لي فهو تعرفي عن قرب على منذر الحبيب وسلطان الخنة وهما طالبان أعادا لي الأمل بأن هناك جيلاً من الشباب يحمل بداخله هموم وطن بكامله.

* * *

نبارك لقائمة الوحدة الطلابية فوزها في انتخابات اتحاد طلبة أميركا ورئيسه الجديد أحمد الجوعان الذي خلف سلفه صالح التنيب وندعو للقائمة بالتوفيق لما يخدم مصالح الطلبة هناك.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top