مصر: أسواق الكيف في أزمة... وأسعار الحشيش تشهد طفرة غير مسبوقة
رغم أن الأسواق المصرية اعتادت مواجهة الكثير من الأزمات في السنوات الأخيرة، فإن أسواق «الكيف» -وهي التسمية المصرية لتجارة المخدرات- عاشت بمنأى عن تلك الأزمات، إلى أن ضربت أزمة عنيفة تجارة «الحشيش»، الذي يعد المخدِّر الأكثر انتشاراً في أوساط المدمنين المصريين، بحسب العديد من الدراسات العلمية في هذا المجال.
الأزمة التي رجحت مصادر أن تكون الحملات الأمنية المتلاحقة هي السبب الأول وراءها، أدت إلى طفرة كبيرة في أسعار «الحشيش»، وأضافت إلى المعاناة التي تكبدتها قطاعات واسعة من المصريين بسبب ارتفاع أسعار معظم السلع الأساسية، معاناة جديدة لنحو 7 ملايين مصري يتعاطون المخدرات، ويعتبرون «الحشيش» مخدِّرَ الفقراء وسلعة أساسية لا غنى عنها لـ«التكيف» مع واقع الحياة. وتشهد أسواق المخدرات بمحافظات مصر شحّاً واضحاً في الكميات التي يتداولها متعاطو الحشيش، وقفز هذا النقص الحاد بسعر «طربة الحشيش» (حوالي 200 غرام) من 900 إلى 3500 جنيه مصري، بينما وصل سعر «القرش» (حوالي 4 غرامات) إلى ما يزيد على 20 دولاراً (115 جنيهاً). وأرجعت مصادر أمنية السبب الرئيسي في الأزمة إلى الحملات المكثفة التي تشنها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، والتي ساهمت في إحباط عدة محاولات لتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة من الخارج عبر حدود مصر مع ليبيا والسودان والأردن، علاوة على تصفية عدد من أخطر أوكار المخدرات في مصر، ووصلت كمية «الحشيش المضبوطة خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى 9 أطنان، إضافة إلى 39 فداناً مزروعة بنبات القنب. وبحسب إحصائية لإدارة مكافحة المخدرات المصرية، فقد تم ضبط ما يزيد على 45 ألف مُتَّهم في قضايا مخدرات عام 2009، وتأتي مصر على رأس موردي ومستهلكي الحشيش في إفريقيا، وفقا لتقارير صادرة عن لجنة الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات، حيث كشفت دراسة رسمية في مصر خلال العام الماضي عن اتساع سوق الاتجار بالمواد المخدرة، التي تجاوز حجم الإنفاق بها إلى أكثر من 8 مليارات جنيه سنوياً، وهو ما يمثل نسبة 5.2 في المئة من عوائد الدخل القومي في مصر.