مع تصاعد الرفض الشعبي لخلافة السيد جمال مبارك بدأ البعض أخيراً يقتنع بوجود رجال يمكنهم تولي الحكم، وبعد عناد وتشبث بمقولة «ما في البلد غير هالولد» آمن الآخرون بأن في مصر رجالا يمكنهم أن يتقدموا للترشح لهذا المنصب الرفيع بالرغم من صعوبة ذلك واقعيا، نظراً «للتخريب» (التعديل الدستوري) الذي تم- عن عمد- وقصر حق الترشّح على أعضاء الهيئة العليا للأحزاب أو من يحصل على توقيع 250 من أعضاء المجالس الشعبية المنتخبة.
وبالرغم من ذلك بدأ الخوف يتسرب إلى حزب النظام، وبدأت كتيبة المنافقين وضاربي الدفوف بالبحث عن عقبة جديدة، فبدأ الحديث عن خبرة الحكم، وكيف أنها لا تتوافر فيمن تُطرح أسماؤهم، وأنها فقط متوافرة فيمن تربى في قصر الحكم، أو في صاحب القصر ذاته، أي أن المشكلة تحولت من عدم وجود رجال أساسا إلى عدم وجود خبرة... بسيطة.عندما يتقدم شخص لوظيفة ما يُطلب منه تقديم السيرة الذاتية، متضمنة سابق خبرته في أعمال مماثلة، وكذلك سبب تركه للعمل في آخر وظيفة، ومع طلب البعض ضرورة وجود خبرة، فللقارئ أن يتخيل ما يمكن أن يكتبه من يتقدم لشغل المنصب؟! ويجنح الخيال لمعرفة السبب الذي يمكن كتابته لترك الوظيفة السابقة، فلو بحثنا في الوطن العربي كله من خليجه الثائر إلى محيطه الهادر- باستثناء لبنان لظروفه الخاصة جدا- عن شخص يملك سابق خبرة في الحكم فلن نجد، فالحاكم العربي إما حاكم بأمر الله وإما مرحوم بإذن الله. إن كلمة الخبرة التي يحاول البعض التخفي وراءها مدعين ضرورة وجودها تبريراً لموقفهم يصعب فهمها، فهل المقصود خبرة السياسة الخارجية؟ إذا كان الأمر كذلك فالكثير من السياسيين ووزراء الخارجية يملكون من الخبرة ما يفوق بكثير ما يملكه رؤساء الجمهوريات، بل إن وظيفة هؤلاء الخبراء السياسيين كما هو معروف تقديم النصح والمعونة للحكام كما يختصون- هم وليس غيرهم- برسم السياسة الخارجية للدولة، وإن كان المقصود خبرة السياسة الداخلية فرؤساء الوزارات أكثر خبرة من بعض الحكام. ولكن الواقع للأسف أن الخبرة المطلوبة هي خبرة الانفراد بالحكم، ودكتاتورية الرئاسة، والتشبث بالمنصب والكرسي، وبالتأكيد فلا يوجد سوى شخص واحد ينفرد بهذه الخبرة الملعونة وهو الحاكم ذاته، ولكنها خبرة غير مطلوبة ولا يحتاجها الشعب أو يتمناها.إن الخبرة الحقيقية المطلوبة هي خبرة الإحساس بالمواطن الفرد، خبرة الشعور بآلام الجماهير، خبرة قراءة متطلبات الشعب وآماله، هذه هي الخبرة المرجوة وهي خبرة لا تقتصر ولن تبقى أبداً أسيرة فرد مهما كان. ***منذ أكثر من 25 عاما ونحن ندعو الحكومة المصرية للاجتماع في إحدى المدن الجديدة (مع كل ضمانات الراحة والفخامة) تشجيعا للشباب للإقامة والعيش وبداية حياة جديدة في هذه المدن، ولا مجيب ولا حياة لمن تنادي... بالأمس اجتمعت حكومة جزر المالديف لمدة نصف ساعة كاملة تحت سطح البحر!!! للفت الانتباه إلى ظاهرة الاحتباس الحراري فهل سمعت حكومتنا بذلك؟! أم أن أعضاءها لا يعرفون أساسا أن هناك دولة تسمى جزر المالديف؟! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
مقالات
c.v رئيس الجمهورية!!
30-10-2009