أطلق منتدى الإعلام العربي في دبي أمس، دورته التاسعة، بشكل لافت، إذ افتُتحت بكلمة للعالم المصري الحائزِ جائزةَ "نوبل" في الكيمياء أحمد زويل، في خطوة يبدو أنها تعكس توقاً إلى الارتقاء بالإعلام العربي إلى مصاف الإبداع والإنتاج المتقدم.
وإن كانت كل المقاييس التي اعتمدها نادي دبي للصحافة، تفيد بجهود كبيرة بذلت لإنجاح المنتدى الذي يُعد أكبر تجمع إعلامي عربي، ولتحفيز الإعلام العربي على التطور والتقدم، فإن زويل وجّه رسالة تميل إلى التشاؤم من وضع هذا الإعلام، إذ تكثر الإثارة غير المسؤولة وينتشر التقليد للغرب ويتحول التركيز من الموضوع إلى الشخص، منتقداً بشدة كثرة المحطات الدينية التي تفتي من هناك وهناك دون تدقيق، بينما الورقة العلمية يجب أن تُدقق وتُراجع من قبل العلماء والمختصين، قبل أن تُنشَر.وشدّد زويل في كلمته خلال حفل الافتتاح الذي حضره نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على ضرورة انتهاج الطريقة العلمية في العمل الإعلامي، عبر تحري الدقة والموضوعية، منتقداً من جهة أخرى، الوضع العربي العام حيث تنتشر الأمية بشكل كبير وخطير، وسط عجز عن اللحاق بركب التطور، ومثنياً في الوقت ذاته على تطور إمارة دبي، لأنّ وجود الرؤية لدى القيادة دفع هذا الأمر قدماً. وحملت الدورة التاسعة للمنتدى، التي تُختتم اليوم بحفل توزيع جوائز الصحافة العربية، عنوان "حراك الإعلام العربي: تعزيز المحتوى لتطوير الأداء"، ويشارك فيها مجموعة من الإعلاميين العرب والمختصين وصناع القرار.وتوجِّه الدورة رسالة إلى القائمين على صناعة الإعلام بضرورة تعزيز المحتوى من أجل تطوير الأداء. وتستند هذه الرسالة إلى معطيات الدراسة الأخيرة من تقرير "نظرة على الإعلام العربي 2009-2013"، التي بيَّنت أن "الحراك الذي يشهده الإعلام العربي في عملية إنتاج وتطوير المحتوى في الوسائل الإعلامية من شأنه أن يسهم في دفع عجلة نموه والارتقاء بقيمة إنتاجه".وعقد خلال المنتدى أمس، عدد من ورش العمل، بينها ورشة خاصة بعنوان "الإعلام الكويتي: ازدهار وتوسع يذكر بالريادة"، وذلك لتسليط الضوء على المشهد الإعلامي الكويتي الذي سجل خلال العامين الأخيرين تطوراً كبيراً في أعداد الصحف اليومية. وتناولت الجلسة واقع وسائل الإعلام الكويتية واتجاهاتها، فضلا عن سبب ظهور هذا العدد من الصحف وكذلك القنوات التلفزيونية.وعقدت ورشة عمل بعنوان "إعلام الكوارث في العالم العربي"، وتناولت دور الإعلام كشريك في إدارة الكوارث وأهمية وجود تغطية إعلامية دقيقة، خاصة أن هذا الدور يتعرض للعديد من الانتقادات حالياً. فيجب على الإعلام ألا يتعامل مع الكوارث فقط لحظة وقوعها، بل يجب أن يكون له، إذا أمكن، دور في التوعية والتنبيه منها قبل وقوعها. كما أن التغطية يجب أن تراعي الحس الإنساني ولا تعمد على الإثارة، فضلاً عن أنها يمكن أن تساهم في معالجة تداعيات الكارثة كجمع التبرعات والمساعدة في العثور على الأقارب الناجين، وغيرها من الأمور.
دوليات
«منتدى الإعلام العربي» ينطلق في دبي بخطاب لزويل يحرِّض على «علمية الإعلام»
13-05-2010