فجأة أعلن موقع الفاتيكان الإلكتروني أن عدد الأقباط في مصر حوالي أربعة ملايين ونصف المليون نسمة (نحو 6 في المئة من عدد سكان مصر البالغ 80 مليون نسمة). الإعلان أثار غضب القيادات القبطية المصرية فسارع الأنبا آرميا الأسقف العام وسكرتير البابا شنودة الثالث، رأس الأقباط في مصر، إلى الرد على الفاتيكان، مؤكدا أن عدد الأقباط تجاوز الـ 11 مليونا، وطالبهم بعدم التدخل في شؤون الأقباط المصريين، وذلك فيما أعلن البابا شنودة مرارا أن عددهم 12 مليوناً.

Ad

الإعلان الذي أثار من جديد النقاش بشأن أحد أكبر ألغاز الحياة السياسية في مصر، يكتسب أهمية خاصة في رأي المفكر القبطي رفيق حبيب، إذ يؤكد لـ "الجريدة" أن إحصاء الفاتيكان شفاف، ويتسم بالعلمية، فهو يهدف إلى رصد أعداد الأقباط في العالم كله بدون أي هدف سياسي أو تدخل في شؤون داخلية لأحد، فالفاتيكان أعلن سابقا أن تعداد الكاثوليك صار أقل من تعداد المسلمين، مما يؤكد شفافية إحصائه وعدم تحيزه. ورفض محامي الكنيسة والمرشح لرئاسة الجمهورية ممدوح رمزي إحصائية الفاتيكان، ووصفها بـ "الجهل وعدم الدراية"، وقال لـ "الجريدة": "عدد الأقباط في مصر من 15 إلى 18 مليوناً، وفق إحصاءات تجريها الكنيسة بعيدا عن رقابة الدولة".

وأكد رمزي: "الفاتيكان يمكنه إحصاء الأقباط الكاثوليك فحسب، لأن الكاثوليك يتبعونه، أما الطوائف القبطية الأخرى فالكنيسة المصرية هي الأعلم بتعدادها، لأن إحصاءات الدولة مشكوك في صحتها، ولذا نحن نعلن أن تعدادنا كما ذكرت، وعلى الدولة إذا رأت غير ذلك أن تنفي".

أما نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية نبيل عبدالفتاح، فيؤكد أنه "لا يوجد إحصاء مدقق للأقباط المصريين، إذ إن الإحصاء الرسمي مازال متوقفا عند الـ 3 ملايين، بينما الكنيسة تذهب إلى أنهم أكثر من 10 ملايين، ويرى أقباط المهجر أنهم أكثر من 15 مليونا". ويضيف عبدالفتاح: "في تقديري كباحث عدد الأقباط من 6 إلى 8 ملايين، ولكن الحديث عن التعداد لدى الأقباط أو الدولة راهنا لا يعدو أن يكون حديثا عن الحصص والمكاسب السياسية".