بدر صفوق ومقاله عن مجلس البزران!
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
والقصة إلى هنا لا تختلف كثيرا عن آلاف المقالات «الإنترنتية» التي يكتبها يوميا بعض الكتاب المعروفين، سواء بأسمائهم الصريحة أو من خلف الأسماء المستعارة، ومعهم يكتب كذلك آلاف المجهولين، لكن أمر صفوق انفجر وصار حكاية تحكى عندما قامت صحيفة «الوطن» القطرية بنشر مقاله، لتتخذ الحكاية من بعدها منحى متصاعدا مشتعلا، في الصحف والفضائيات والمنتديات، وانهال بعض الناس على صفوق بكل ما طالته أقلامهم وألسنتهم!قرأت مقال صفوق لأكثر من مرة، ووجدته ولا شك خارجا عن اللياقة والأدب، لكنني، وليس هذا دفاعا عنه، لم أجد فيه ما يختلف كثيرا، ليس عما يكتب على الإنترنت فحسب، ويدافع عنه البعض وبقوة من باب حرية التعبير، بل وجدته لا يبتعد كثيرا عما يكتبه البعض من زملائنا الكتاب في الصحافة المطبوعة، ويمر دون أي قدر مشابه من الضجة التي أحاقت بمقال صفوق، لذلك لزم السؤال عن الذي اختلف هنا يا ترى؟!هل مدار الأمر، وسبب الضجة هو أن المقال تم نشره، سواء بإرادة من كاتبه أو دونها كما يصر هو على القول، في صحيفة قطرية؟ وأن ما أزعج القوم وقض مضجعهم هو مجرد نشر الغسيل المتسخ أمام أنظار العالم، وليس محتويات المقال التي لم تختلف ولم تخرج عما يأتي في عشرات المقالات التي يكتبها يوميا بعض كتاب صحافتنا المحلية؟! حسنا... حسنا، ماذا لو، ولنفرض هذا جدلا، قامت إحدى الصحف في دولة ما، ولنسمها صحفا حاقدة إن شئنا، بنقل ونشر مقالات هؤلاء الكتاب المحليين الذين تعرفون، بما فيها من إسفاف وانحطاط وشتائم مباشرة ومستترة، هل سنملك أن نثور أيضا، من باب أن «شتائمنا وقلة أدبنا، خاصة بالاستهلاك المحلي، وأن حقوق قلة الأدب محفوظة ولا يجب أن يستمتع بقراءتها إلا المواطن الكويتي»؟! فعلا أمر محير!لكن، وعلى كل حال، فحكاية صفوق ومقاله، هي مثال حي، وعبرة مباشرة على خطورة الكلمة، في زمن الإنترنت وسقوط الحواجز الجغرافية، وسهولة نقل كل شيء بكبسة زر، وإعادة نشره وإحراج صاحبه، لذلك فالواجب على الكل أن ينتبه لما يكتب، وأما بعض، وأقول بعض، من ثارت ثائرتهم اليوم ضد صفوق، الذي لا أبرئه من الخطأ الشنيع، فالواجب عليهم أن يتذكروا أن من كان بيته من زجاج فلا يصح أن يرمي الآخرين بالحجارة! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة