للكمبيوتر مع التحية
صغرى بناتي بكل عفوية: «يبه طلبتك أبي لاب توب»العبد لله: «خير إن شاء الله وراح تكون هدية نجاحك»
ببساطة لو كنت طالباً الكمبيوتر من الوالد- يرحمه الله- رغم كرمه قبل 35 سنة ماذا سيكون رده؟ سأترك الإجابة لك عزيزي القارئ، ولكني سأعود إلى عام 1984، وإلى زمن الدراسة الجامعية في الولايات المتحدة الأميركية بولاية ميتشغان، كلية فيرست ستيت، وبالتحديد مختبر الحاسب الآلي الذي لم أتجرأ على دخوله دون الاستعانة بصديق لأكتب بعض الفروض الجامعية، واليوم نرى هذا التهافت على استخدام الكمبيوتر كوسيلة للتواصل والبحث العلمي من جميع الأعمار. سبحان الله مغير الأحوال! اليوم أرى في عين ابنتي هذه الرغبة وإصرارها لاقتناء جهاز الكمبيوتر على الرغم من صغر سنها، ولا أظنها الوحيدة، بل كل من في عمرها لديه تلك الرغبة.ما دعاني إلى كتابة هذه المقدمة هو الدراسة التي قام بها الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات لعينة عشوائية وزعت على فئات عمرية، حيث كانت النتيجة 40% للأعمار ما بين 18- 24 سنة كمستخدمين، ثم تناقصت تلك النسبة للفئات العمرية الأكبر سنا.هذا المؤشر يجب على القائمين في الجهاز أخذه بعين الاعتبار، بحيث توضع الخطط التي أسس عليها لتلامس أهدافها في القريب المنظور، واضعين نصب أعينهم الجيل القادم الذي يملك مفاتيح التعامل مع الحاسوب، وليكن الهدف هو إدارة شؤون المواطنين من خلال شبكات التواصل الإلكتروني، ومن ثم إغلاق ملف تواجد المراجعين أمام مكاتب الموظفين، خصوصا إذا ما عرفنا الاختصاصات الفنية التي قام من أجلها الجهاز، ودوره المهم في تسهيل الإجراءات الإدارية لحل كثير من مشاكل العمل الروتيني، والأطنان من الملفات الورقية التي تتكدس في سراديب الوزارات، والفوائد لن تقف عند هذا الحد، بل ستساهم في حل مشكلة الازدحام المروري وتزيد من كفاءة الإنتاج.على الحكومة أن تتعامل مع الحراك نحو تنمية شاملة في إدارة نظم المعلومات التكنولوجية بجدية أكثر، ولتعلن برامجها ذات العلاقة لتربطها بأهداف الجهاز الذي أنشئ من أجلها لتستفيد منه متى ما أرادت دخول البوابة الإلكترونية لفتح المجال لكل المستخدمين من فئات المجتمع. ما نراه اليوم من اجتهادات إلكترونية فردية لبعض الوزارات والمؤسسات الحكومية لا يتماشى وغايات الخطة التنموية، ولا يصب في نهر الكويت كمركز مالي واقتصادي، ولا يوحي بالتضامن والتنسيق الإداري اللذين من المفترض على رئاسة مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للتخطيط الانتباه إليهما بوضع كل الإمكانات المادية والفنية للوصول لغايات وأهداف الجهاز. • المناخ السياسي والاقتصادي أكثر ملاءمة من أي وقت مضى، ويعتبر فرصة ذهبية لحكومة الشيخ ناصر للإنجاز والعمل وإقناع المواطن بجدية التصريحات التي يطلقها وزراؤنا الأفاضل.• بالمناسبة قد سبق أن كتبت في مقال سابق عن هذا الجهاز واختصاصاته إيمانا مني بأهمية استخدام الكمبيوتر، إلا أن الصراع المحموم والموجه ضد مدير الديوان المهندس علي الشريدة يثير الريبة، كونه لا يمت بأي شكل من الأشكال لعمل الرجل إلا إزاحته من منصبه لمصلحة شخصية تخطط بالخفاء وستعرّف بنفسها في الأيام القادمة. • اختيار الكفاءات من ذوى الاختصاص للمناصب الإشرافية الفنية لا يمكن أن يخضع لمعايير «الواسطة»، وعلى الحكومة تفحص السيرة الذاتية لكل من تختارهم لتلك المناصب، وشغلها يحتاج إلى إعادة نظر لإضفاء مزيد من المصداقية على جديتها في تطبيقها للقوانين ومصداقيتها في تطبيق مشاريع التنمية. •• وبما أن الحديث عن التواصل الإلكتروني فالهاتف النقال يعتبر من نفس العائلة، وعليه نوجه رسالة إلى وزير المواصلات الدكتور محمد البصيرى، نلفت انتباهه نحو شركات الاتصالات في الكويت، واتباعها طريقة فيها خبث فني للمتصلين من الأرضي للنقال، وكم المحاولات الفاشلة لإجبار الناس على الاتصال من هواتفهم النقالة فهل يستجيب معالي الوزير؟ ودمتم سالمين. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة