إحدى سلبيات برنامج «بدون رقابة»، الذي تقدمه الإعلامية وفاء الكيلاني على فضائية المؤسسة اللبنانية للإرسال، تكرار طرح سؤال واحد على الضيوف وهو: أنت مع غشاء البكارة الصيني أو ضده؟ كأن العذرية هي محور جميع الفنانين، سواء الرجال أو النساء، العازبات أو المتزوجات، وكأن شبح «البكارة والعذرية» يجمعهم كلهم من دون استثناء. ربما تكون حماسة الجمهور العربي لهذا الموضوع التي شجعت الكيلاني أو من يعدّ برنامجها على تكرار السؤال نفسه.
بالطبع، تتفاوت إجابات الضيوف عن هذا السؤال الـ{أكشن». لا تهمّ الإجابات بل السؤال بحد ذاته، وكأن البرنامج يقدّم إعلاناً مجانياً للشركة المصنّعة للغشاء. سبق للإعلامي اللبناني طوني خليفة أن قدّم حلقة في برنامج «للنشر» على تلفزيون «الجديد» عن الموضوع نفسه، من دون أن ننسى فتاوى رجال الدين في بعض البلدان العربية، التي طالبت بتحريم هذا المنتج. هذه العوامل كافة الى جانب الإشاعات و{الهلع»، ساهمت في ترويج غشاء البكارة الصيني وتعميمه إلى حدّ أصبح نكتة بين الناس والشباب تحديداً، هل الغشاء أصلي أم صيني؟ خصوصاً أن الصين باتت معروفة بتقليد الصناعات الغربية ووصل بها الأمر الى «فبركة» غشاء بكارة، هذا الوهم الذي يحظى باهتمام كبير في المجتمعات الشرقية والتقليدية. لا شكّ في أن البكارة موضوع شائك في العالم العربي، فإذا كانت الفتاة في المجتمع الغربي لا تهتمّ بـ{ثقافة العذرية»، ففي العالم العربي، تُروى أساطير عن هذا الوهم الميتولوجي، ثمة عائلات ومجتمعات تقتل الفتيات بسبب «شبح العذرية» الذي عمره من عمر البشرية، والطامة الكبرى أن القتل يتمّ تحت شعار الشرف!! كيف نحكي عن غشاء البكارة في العالم العربي؟ هل نعدّ جرائم الشرف في الأردن وصعيد مصر؟ وهل نحصي عدد الفتيات المصريات اللواتي (قبل غشاء البكارة الصيني) أجرين عملية ترميم البكارة؟ وهل نفصح عن الرجال الأثرياء الذين يشترون بكارة الفتيات العذراوات بالملايين؟ وهل نمدح أو نهجي الفتاة السويدية التي باعت عذريتها عبر شبكة الإنترنت بمبلغ 16 ألف دولار لتكمل تحصيلها العلمي؟! وهل نتحدث عن أطباء في المستشفيات في بيروت ودمشق بدأوا يمتعضون من ظاهرة غشاء البكارة الصيني باعتبار أن عملية ترميم البكارة، التي كانت كلفتها من 300 الى 500 دولار، ولى زمنها مع موجة غشاء البكارة الصيني الذي لا يتجاوز سعره العشرة دولارات أميركية؟ بل هل نتحدث عما يدور في أذهان الشبان العرب حول هذا المصنّع الجديد؟ فضيحة غشاء البكارة نجدها في روايات عربية كثيرة، من «تصطفل ميريل ستريب» للروائي اللبناني رشيد الضعيف و{اسمه الغرام» لعلوية صبح، وبين الروايتين كثير من الاستعراض وشكل آخر من أشكال فضيحة الكتابة الجنسية، التي تشبه غشاء البكارة الصيني!
توابل
غشاء البكارة الصينيّ
15-03-2010