شنودة يزور الطيب مهنئاً: أَعِد إلى العامة فكر الأزهر
كان المشهد مألوفاً أمس، في مقر مشيخة الأزهر. البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والرمز الأكبر لأقباط مصر يزور شيخ الأزهر الجديد أحمد الطيب مهنئاً.المشهد ذاته الذي يشهده المصريون منذ عقود طويلة، سواء كلما تم تعيين شيخ للأزهر أو انتخاب بابا جديد أو وقوع أحداث فتنة طائفية بين أبناء الديانتين، تكرر أمس.
القبلات نفسها والحديث الودي ذاته عن تلاحم عنصرَي الأمة، لكنها بكل أسف قد لا تكشف حقيقة الفتن التي تُحاك بين أهل الديانتين.زيارة البابا لشيخ الأزهر أمس لخصت كل هذا التاريخ وترجمته، الرجلان تبادلا التهنئة، والبابا أعرب عن سعادته بتعيين الطيب، مشيراً إلى علمه الجليل وحسن سمعته. وتوجه شنودة برجاء إلى الإمام الجديد قائلاً: "نرجو منك العمل بقوة لإعادة الفكر الأزهري إلى العامة". أما الطيب - الذي يعتبر الشيخ رقم 48 في تاريخ الأزهر وسادس شيخ أزهر يهنئه شنودة المنتخب بطريركاً منذ 1971ـ فقد بدأ حديثه بإشارة غامضة لم يفصح عن معناها، وقال: "مجيئك إليَّ أزال عني مخاوف كانت تراودني منذ توليت منصبي الجديد، رغم أنني عندما كنت أحاور المسيحيين في الغرب كنت أقول لهم، إن المسيحية الحقة يمثلها الحبر الأعظم وهو البابا شنودة".واعتبر الطيب أن "الحبر الأعظم يمثل دائماً حنان السيد المسيح ورحمته، وأن المسيحية هي عندنا في مصر، حيث يعيش المسلمون والمسيحيون إخوة متحابين لا فرق بينهم".اللقاء بين الرجلين استمر تقريباً عشر دقائق، البابا شنودة اصطحب معه 6 من قيادات الكنيسة المصرية، وأهدى الشيخ الجديد مسبحة فاخرة وميدالية داخل علبة مزخرفة.يُذكَر أن اللقاء نفسه تكرر بين البابا وشيوخ أزهر سابقين منذ عبدالحليم محمود المعين في عام 1973، وبعده محمد عبدالرحمن بيصار، والشيخ جاد الحق علي جاد الحق، قبل أن يعين الشيخ محمد سيد طنطاوي عام 1996 الذي صار صديقاً للبابا عبر رحلته التي استمرت ما يقارب الـ14 عاماً في مشيخة الأزهر.