بن جاسم أم بن لادن؟
حين نعتصم أمام قصر العدل فليس الغرض من ذلك رفض حبس متهم (وهو الزميل محمد الجاسم)، وإنما نمارس استنكارنا لممارسات الترويع لحرية الفكر والنقد.
كما فهمت من الصحافة أن محمد الجاسم متهم بجرائم أمن دولة، وتحت باب القسم الخاص من جرائم الدولة الداخلية ويطوي تحته "حمل السلاح أو استعمال ذخيرة" وغيرها من جرائم مخيفة بحق أمن الوطن، وما يحدث اليوم أن المتهم محمد الجاسم حمل القلم ولم يحمل بندقية أو رشاشاً، وذخيرته كانت حبراً وكلمات إلكترونية على جهاز كمبيوتر، أما ما نسب إليه من تهم تدخل تحت بند المادتين 25 و26 من ذلك القانون، واللتين تعاقبان بالحبس مدة لا تجاوز خمس سنوات "كل من طعن علناً أو في مكان عام عن طريق القول أو الصياح أو الكتابة أو الصورة أو أي وسيلة أخرى من وسائل التعبير عن الفكر في حقوق الأمير وسلطاته أو عاب في ذات الأمير أو تطاول على مسند الإمارة"، والذي أعرفه وذكره الزميل أحمد الديين بالأمس في مقال له بجريدة الآن الإلكترونية أن محمد الجاسم أهدى سمو أمير البلاد كل الكتب التي كتبها، وكانت هي مصدر فخر للجاسم باعتبارها تشكل مادة علمية أكثر من أنها رأي سياسي، فيبدو أن محمد الجاسم لم يتخيل يوماً أنه سيُلقى به في سجون أمن الدولة لأنه كتب كتباً، ولأنه نشر مقالاً أو أكثر، وافترض سوء النية والقصد الجنائي المكون لتلك الجرائم ولم يفترض حسن نية الكاتب أو بحث هدفه تحقيق المصلحة العامة.قبل قليل من كتابة المقال سألت الصغيرة ليلى محمد الجاسم عن صحة والدها بعد إضرابه عن الطعام والدواء، وهو الذي يعاني أمراض القلب، فأخبرتني بصوت مرتجف أنه أدخل المستشفى العسكري مرتين البارحة، وكانت حالته حرجة... ما هذا... وماذا يحدث في البلد؟ وما اسم هذا المتهم القابع الآن في سجن أمن الدولة... أخبرونا إن كان اسمه بن جاسم أم بن لادن؟