العرب لاردوغان: بالروح... بالدم!


نشر في 03-06-2010
آخر تحديث 03-06-2010 | 00:01
 خلف الحربي لن يكون غريبا أبدا لو خرجت الجماهير العربية وهي تحمل صورة أردوغان وتهتف: «بالروح بالدم ...نفديك يا أردوغان»، ولن يلومها أحد لو فعلت ذلك لأنها اعتادت منذ عقود طويلة على البحث عن بطل يعبر عن همومها ويقوم بالنيابة عنها بكل الأفعال اللازمة في هذه الظروف.

تركت الشعوب العربية عواصمها المزدحمة بالشجب والاستنكار واتجهت إلى أنقرة لمتابعة ردود الفعل التركية الغاضبة على الجريمة الإسرائيلية ضد أسطول الحرية, لا أحد يلوم الشعوب العربية المقهورة بعد أن وجدت نفسها محاصرة بين خطابين فاشلين: الأول هو خطاب تنظيم القاعدة الذي ينادي بتفجير الكرة الأرضية، والثاني هو خطاب شعبان عبد الرحيم: (أنا بأكره إسرائيل)!

من المضحك حقا أن العرب فقدوا حتى القدرة على الغضب، فهم اليوم يشعرون بامتنان عظيم لمن يغضب بالنيابة عنهم، فقد تزاحمت القنوات الفضائية العربية يوم أمس على حجوزات الأقمار الصناعية لنقل المواقف الرسمية والشعبية في تركيا لأنها تعرف في قرارة نفسها أن الكاميرات لن تجد شيئا يشفي الغليل في العواصم العربية.

لم يجد الرسميون العرب في الموقف التركي دعما هبط عليهم من السماء كي يتخذوا مواقف أكثر فعالية، وأشد حزما تجاه عدوانية إسرائيل وهمجيتها، بل على العكس من ذلك تماما، حيث شعروا بأن تركيا قامت بالواجب «وكثر الله خيرها» وأنهم يمكن أن يخططوا لإجازاتهم الصيفية دون قلق ما دامت هناك ضمائر حية في أنقرة.

أما الشارع العربي فلم يشغل نفسه كثيرا بكون نشطاء السلام الذين وقعوا ضحية لهمجية إسرائيل كان بإمكانهم أن يقضوا أوقاتا ممتعة بين أولادهم وأحبابهم في الدنمارك أو اليونان أو تركيا أو الجزائر أو الكويت أو الإمارات، بل تفرغ للصراخ في الغرف المغلقة أو توزيع الاتهامات المجانية أو نشر ثقافة الإحباط والخذلان تحت شعار أن أي حديث عن جرائم إسرائيل لن يكون له فائدة.

ولن يكون غريبا أبدا لو خرجت الجماهير العربية وهي تحمل صورة أردوغان وتهتف: «بالروح بالدم ...نفديك يا أردوغان»، ولن يلومها أحد لو فعلت ذلك لأنها اعتادت منذ عقود طويلة على البحث عن بطل يعبر عن همومها ويقوم بالنيابة عنها بكل الأفعال اللازمة في هذه الظروف كي تتمكن من النوم بهدوء ودون كوابيس، لا أحد يفكر في الخطوات العملية التي يمكن أن تشكل ردة فعل حقيقية ومؤثرة على جرائم إسرائيل المتواصلة، فما يريده الأتراك منا في هذه اللحظة هو اتخاذ خطوات سياسية جادة توازي خطواتهم وليس الهتاف أمام شاشات التلفزيون: «ينصر دينك يا شيخ أردوغان»!

back to top