للمطاوعة فقط
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
عموما، ولكثير من الظروف، منها صراع الهوية تحول مهرجان «هلا فبراير» إن كان لايزال يحمل هذا الاسم إلى اليوم أم لا، لا أعلم! تحول إلى ليالٍ غنائية شعرية في بادئ الأمر، واستمر على هذا المنوال، واستمر امتعاض القوى الدينية ورفضها كما يحلو لها أن تسمَّى، إلى أن رضخ كما توقعنا الرموز الظاهرون للتيار الديني بمجرد إدخال بعض الأمسيات الدينية على ما تبقى من المهرجان التسويقي، فأصبح بعض شيوخ الدين أعضاء في "روتانا" التي تضم بين جنباتها نانسي وهيفاء وإليسا!! وأصبح المهرجان وطنيا قيميا تربويا، بعد أن كان نفس التيار يكرر بأن ذلك المهرجان ما هو إلا انسلاخ عن الهوية الكويتية الحقة!على أي حال، فإن تلون القوى الدينية أو الرموز الظاهرين لها ليس بجديد، والشواهد كثيرة ولا تكفي مقالة واحدة لأن نسوقها، لكن ما يزعجني حقا هو ذلك الزخم والتعظيم الذي يصوره التيار الديني لمجرد حضور الناس إلى الأنشطة الدينية المجانية، بل يلجؤون إلى المبالغة السمجة أحيانا كما عرضت المدونة الرائعة «أم صدّه» قبل أيام.إن ذهابنا إلى المساجد والحسينيات والتزامنا بالمناسبات الدينية ليس من صنعكم، وليس بالأمر الجديد على الكويت والكويتيين، ولا يعني هذا الالتزام بأي شكل من الأشكال عزوفنا عن أي مظاهر فرح بريئة كحضور حفلة أو مسرح أو أي مجال إبداعي ترفيهي آخر.كما أن الحشود الغفيرة التي تحضر لتعرف كيف تتلذذ بالصلاة أو لتسمع عبدالحميد المهاجر ليست من صنع اليوم في الكويت، ولم تكن أبداً طريقاً لإلغاء عبدالكريم أو رويشد أو نبيل أو نوال، فلا تفسروا ما هو ليس بقابل للتفسير، ولا تستبيحوا خداع الناس بأن من يذهب إلى الحفلات هم قلة، وأن من يذهب إلى الأناشيد والمحاضرات الدينية هم الأغلبية، فنحن شعب معتدل، وإن رفضتم ذلك. خارج نطاق التغطية:«شخبار صفقة زين»؟ كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة