عبدالحسين وسعد... بسكم تنهوص
![ضاري الجطيلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1487518658970718800/1487518666000/1280x960.jpg)
في عصر الفن الذهبي لم تكن الدولة راعياً له فحسب، بل مديراً أيضاً من خلال قيام الحكومة ببناء المسارح وجلب الفنانين والفرق الأجنبية وإنتاج الأعمال الفنية، وقد كان لذلك ما يبرره، حيث كانت الدولة في بدايتها ولا بد من رعاية الحكومة لبدايات الفن حتى تنطلق مسيرته ويستقل بذاته، على أمل أن يتولى الفنانون من بعدها قيادة الفن وتنميته. ومع مرور الزمن تطور العالم من حولنا، وتطور الفن وأساليب الإنتاج والتكنولوجيا، وتحول الفن من هواية إلى صناعة تجارية قائمة بذاتها، بينما فات فنانينا القطار. الأمر المحير الآخر هو التناقض الذي يقع فيه الفنانون، والذي عبر عنه عبدالحسين والفرج في منارة المفيدي ذاتها، فالأول ينتظر من الحكومة بناء المسارح، والثاني يؤكد أن «الدولة عدوة المسرح ولا تريد المسرح الجاد لأنه مزعج»، كيف ترتجون من الحكومة دعم الفن وأنتم تؤمنون بأنها عدوة له؟ ألا يستنتج من ذلك أنه من غير المعقول بديهياً أن تدعم الحكومة ما يزعجها؟ حوار عبدالحسين والفرج والرفاعي جسد أحد الاختلالات في المجتمع، فالفنانون– خصوصاً الرواد– تخلوا عن شعبيتهم ودورهم كرموز وجماعات ضغط في قيادة المجتمع لتحقيق الاستقلالية والازدهار للفن، وهو ما سيحقق لهم الكسب المادي ويمد المجتمع بجرعات التطور الثقافي التي نفتقدها بشدة، بل جنحوا إلى الفن الرخيص واكتفوا بالتذمر واللطم لتخلي الحكومة عنهم في كل مناسبة. Dessertلن يكتب للفن الازدهار إلا على أكتاف أهله، فمهما طال انتظار الفنانين، فلن يظهر جابر العلي من جديد، ولا الحكومة ستبني المسارح، وإن بنتها فلن ترعى ما هو جيد ولن تجيز ما هو جريء. فمع كامل الاحترام والإعجاب بالأستاذين عبدالحسين وسعد وزملائهما، نقول: انفضوا الغبار واستقلوا بأنفسكم «وبسكم تنهوص»، فكم نحتاجكم ونفتقدكم. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة