أول العمود: مجلس الأمة يشرع قانون الخصخصة... الحكومة تقر زيادة على رواتب الموظفين... يا ترى بكم سعر تذكرة هذه المسرحية؟

Ad

***

البنات أشطر من الأولاد... هذا انطباع ذهني عام يميل إلى الصحة، وأبدأ بهذه الجملة لأتحدث عن رقم الطلاق في الكويت وربطه بمستوى تعليم الشباب والشابات "39 ألف حالة طلاق في 2009" حسب إحصاءات هيئة المعلومات المدنية المنشورة في مارس الماضي.

أرقام الهيئة تكشف شطارة البنات في أكثر من مهنة وتخصص «فمن إجمالي 2099 متخصصا في العلوم الطبيعية يصل عدد الإناث إلى 1470»، «والأطباء البشريون 9003 منهم 6093 طبيبة»، «وفي التدريس هناك 28348 مدرسة مقابل 7900 مدرس»، «السكرتارية والطباعة يعمل فيها 15615 فتاة مقابل 4060 شابا».

هذه مؤشرات تدل على مدى تقدم الشابات على الشبان في مجتمعنا، فهن حيويات ويتطلعن إلى التقدم في الحياة العملية والوظيفية، ودائما ما يقال عن حرص المرأة على أدائها الوظيفي ودقتها في العمل، فيقال مثلا إن البرلمانات التي تكون فيها نسبة كبيرة من النساء يقل فيه الفساد، ويكون الاهتمام بقضايا الأمن الاجتماعي أكبر.

 نعود إلى موضوعنا، وهو الطلاق الذى ينحصر بكثرة في السنوات الخمس الأولى، ونسمع عن الأسئلة والشروط الغريبة التي بدأ الشبان المقبلون على الزواج يطلبون معلومات عنها بواسطة أمهاتهم: «بنتكم تشتغل؟» وهي أول مخالفة شرعية، «راحت الحج؟» للهروب من المرافقة والتكاليف، «عندها سيارة؟» تخفيف أعباء متوقعة، «كم معاشها؟» للمشاركة في الأعباء المالية.

 في تصوري أن مثل هذه الأسئلة ملغومة ولا تبشر بطول السلامة، وتنم عن عدم معرفة بأبسط القواعد الشرعية الأخلاقية، وكذلك على عدم الكفاءة والقدرة على تأسيس أسرة وإدارتها كما يجب، وبمثل ما تتم أمور الزواج بسرعة يكون الطلاق أسرع منها.

التأني في قرار الزواج مطلوب رغم تقاليدنا التي تدفع إلى الإسراع في تزويج بناتنا وهو أمر لا غبار عليه، لكن ليس مع هذه النوعية من الشبان أصحاب الأسئلة الخبيثة.

 الأسرة اليوم، في معظم المجتمعات، لم تعد قادرة على التحكم بتربية الأبناء، وفي الكويت ومنطقة الخليج حيث الوفرة المادية والاستهلاك المادي لم تبق هناك تقاليد راسخة في التربية، وتآكلت هذه التقاليد بسبب سياسات الدولة الريعية، والصحبة، ووسائل التكنولوجيا السريعة، والإعلام ودوره في سرعة انتقال المعلومة مما أدى إلى خلق أجيال اتكالية لا تعي الكثير عن الروابط الأسرية، ومعنى أن «تأخذ بنتا من بيتها وأسرتها» لتواجه شابا قليل الخبرة، وهو أمر يتطلب حذرا في الاختيار.

 صحيح أننا نعيش في مجتمع رغيد نحصل فيه على معظم احتياجاتنا، إلا أنه في الجانب الآخر يجب على الأسر تحفيز الشباب على الارتقاء بتعليمهم وتطوير ذاتهم كما تفعل الشابات، ليكون الزواج متكافئا خصوصا مع ثبات أكثر الأسباب تأثيرا في الطلاق وهو مستوى التعليم.

 وهناك معلومة جديرة بأن نختم بها حديثنا وهي أن عدد الفتيات الكويتيات الجامعيات بلغ العام الماضي 56 ألفا، فيما الشبان 29 ألفا وهو ما يثبت شطارة البنات وتفوقهن الذي يخبو مع الاقتران بزوج غير واع يتطلع إلى راتبها وفرض «سياساته» عليها... ويحدث أن يضاف رقم حزين في سجلات وزارة العدل.