في مأساة فاجعة، هي الأولى من نوعها في عام 2010، سقطت طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية بعد دقائق من إقلاعها من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت عند الساعة الثانية والنصف فجراً، كانت في طريقها إلى أديس أبابا.

Ad

وأقلّت الطائرة، التي انطلقت في ظل ظروف مناخية متردية، 90 راكباً، بينهم 54 لبنانياً يعملون في إفريقيا وعقيلة السفير الفرنسي في لبنان مارلا سانشيز بييتون. ولم تتمكن فرق الإنقاذ المحلية والأجنبية من العثور على أي ناجٍ حتى ساعات متأخرة من ليل أمس، بينما أفادت معلومات شبه مؤكدة بانتشال 25 جثة، لم يتم التعرّف على معظمها بسبب تشوهها.

وفي حين لاتزال مجهولة أسباب تحطم الطائرة وسقوطها قبالة شاطئ الناعمة، على بعد بضعة كيلومترات جنوب بيروت، ذكر شهود عيان أنهم رأوا "ضوءاً أضاء البحر كله"، و"كرة من اللهب تسقط في البحر"، أثناء عاصفة رعدية وأمطار غزيرة، وهو ما أكده بيان صادر عن الجيش اللبناني جاء فيه أن الطائرة "شوهدت تندلع فيها النيران ثم ما لبثت أن سقطت في البحر".

وعلى الرغم من تراجع الآمال بوجود أحياء من الركاب، فقد واصلت فرق البحرية اللبنانية بمؤازرة القوات الدولية العاملة في الجنوب "يونيفيل"، وطائرات قبرصية وفرنسية وبريطانية وطائرة تابعة للأسطول البحري الأميركي المتمركز في البحر المتوسط، أعمالَ البحث عن حطام الطائرة الإثيوبية، وانتشال جثث ركابها.

وقد عمّ الحداد الرسمي والحزن مختلف المناطق اللبنانية، لاسيما تلك التي ينتمي إليها ركاب الطائرة اللبنانيون، وخصوصاً في النبطية وصور، جنوب لبنان، وسط مواكبة رسمية واستنفار وزاري وأمني على جميع المستويات. وفي حين أقفل المجلس النيابي حداداً أمس، ترأس رئيس الحكومة سعد الحريري اجتماعاً وزارياً مصغراً مساءً للاطلاع على حصيلة عمليات الإنقاذ والتحقيقات في أسباب الحادث، ووعد الحريري بـ"تحقيق شفاف"، وقال: "سنجد الصندوق الأسود لنعرف فعلياً ما الذي حصل".  

واستبعد رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي وصف الحادثة بالكارثة الوطنية واعداً بتحقيقات دقيقة، أن تكون الحادثة نتيجة "عمل تخريبي"، ورجّح وزير الدفاع الياس المر أن يكون "عامل الطقس مبدئياً سبب الحادثة".

وكانت وصلت إلى بيروت مساء أمس، طائرة إثيوبية تقل فريق تحقيق من 14 شخصاً للمساعدة في معرفة سبب الحادث، بينما شكّل وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي لجنة تحقيق لبنانية بمؤازرة فريق تقني فرنسي مختص.

وفي حصيلة أولية، أكد وزير الصحة محمد جواد خليفة وصول 14 جثة إلى مستشفى بيروت الحكومي، تمّ التعرف على 3 منها تعود للبنانيين، في حين تعود 5 جثث أخرى لرعايا إثيوبيين. وشدد على أهمية إجراء فحص الحمض النووي لمعرفة هوية الجثث، مؤكداً أن بنك المعلومات أنجز 95 في المئة من نظام المعلومات المتعلّق بالـ"DNA" العائد لمواطنين لبنانيين.