تواصلت الاحتجاجات الشعبية الفلسطينية على القرار الإسرائيلي الاستفزازي بضم موقعي الحرم الإبراهيمي وقبر راحيل إلى لائحة الآثار الإسرائيلية. وحذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من حرب دينية في المنطقة، بينما دعا رئيس حكومة "حماس" في غزة إسماعيل هنية إلى انتفاضة شعبية.   

Ad

شهدت المدن الفلسطينية في الضفة الغربية أمس، توتراً شديداً، على خلفية قرار الحكومة الإسرائيلية ضم الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح (قبر راحيل) إلى لائحة مواقعها الاثرية والتاريخية.

وفي وقت عمّ مدينة بيت لحم الفلسطينية إضراب شامل دعت إليه القوى الوطنية، تجدّدت المواجهات بين الفلسطينيين من جهة والجيش الإسرائيلي والمستوطنين من جهة أخرى في مدينة الخليل، ورشق الشبان الفلسطينيون أفراد الجيش بالحجارة وردّ الجنود بإطلاق القنابل الصوتية وقتابل الغاز المسيل للدموع.

حرب دينية

وحذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، من نشوب حرب دينية في الشرق الأوسط على خلفية القرار الإسرائيلي.

وقال عباس في كلمة أمام البرلمان البلجيكي، إن رد إسرائيل على دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما اتخاذ خطوات لبناء الثقة كان إعلان رئيس وزرائها أن "الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم وأسوار القدس القديمة تراث يهودي إسرائيلي، وهذا استفزاز خطير ويهدد بحرب دينية".

وطالب الرئيس الفلسطيني في كلمته، الاتحاد الأوروبي بعدم الاستثمار في المستوطنات وقال: "إنني من على هذا المنبر أدعو جميع الأصدقاء وكل الحريصين على فرص تحقيق السلام في الاتحاد الأوروبي إلى عدم القيام بأي مشاريع في المستوطنات أو الاستثمار فيها، فكل مبادرة تدعو إلى مقاطعة إنتاج المستوطنات هي عمل يصب في مصلحة السلام".

كما أكدت السلطة الفلسطينية أمس عزمها التصدي للقرار الإسرائيلي. وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة الفلسطينية محمود الهباش من القاهرة: "السلطة قررت سلك كل السبل على المستوى السياسي على كل المستويات لمواجهة القرار الإسرائيلي الظالم".

هنية

ودعا رئيس حكومة "حماس" في قطاع غزة إسماعيل هنية إلى "انتفاضة شعبية" فلسطينية لمواجهة القرار الإسرائيلي. ورأى هنية أن "ما يجري في الخليل وبيت لحم هو امتداد لسياسة إسرائيلية قديمة متجددة وتنفيذ لمخطط صهيوني ماكر، يهدف إلى طمس الهوية وتغيير معالم تراثنا الإسلامي وسرقة التاريخ". وسأتغنم هنية الفرصة لأكرر ضرورة وقف المفاوضات مع إسرائيل، مشدداً على أن "التنسيق الأمني معها هو الأخطر".

عباس والقذافي

وأكد السفير الفلسطيني لدى ليبيا عاطف عودة أن "أسباباً فنية" حالت دون عقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني ونظيره الليبي معمر القذافي خلال زيارته لطرابلس مطلع الاسبوع الجاري. وكان عباس توجه الى طرابلس للقاء نظيره الليبي هذا الاسبوع بناء على طلب ليبي، الا أنه غادر العاصمة متوجها الى فرنسا دون لقاء القذافي.

وبشأن ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن وجود خلاف بين الموقفين الفلسطيني والليبي في ما يتعلق بتشكيل الوفد الفلسطيني الذي سيشارك في القمة العربية المقبلة المقرر أن تعقد في ليبيا، قال عودة: "الوفد الفلسطيني يحدده الرئيس الفلسطيني وهذه قمة دول وليست قمة منظمات ودعوة حماس غير واردة، وقد اكد الطرف الليبي ذلك للرئيس عباس أثناء زيارته لليبيا".

وذكرت تقارير أن القذافي كان يحاول ترتيب لقاء يجمع عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، وعندما رفض عباس ذلك ألغى القذافي اللقاء.

وكان القذافي عدل عن استضافة القمة في العاصمة طرابلس وأعلن أن القمة ستتم في مدينة سرت، ما أحدث ارتباكاً في أوساط الوفود المشاركة.

(بروكسل، طرابلس - أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)