الغيرة من السعودية ودبي!
لا نريد جامعة ونفقا و«مترو» في ظل الأجواء السياسية الموبوءة، فكل ما يجري في بلدان من حولنا يمكن تحقيقة في ظل بيئتنا السياسية والاقتصادية المهترئة، لكن ما يجب أن يثير غيرتنا هو أن نعمل على تطبيق دستورنا الذي لا نقرؤه إلا في وقت المصائب.أول العمود: ما يحدث في رابطة الأدباء يتكرر في جمعيات نفع عام كثيرة... صراع بين الشباب والحرس القديم.
***ما تم إنجازه خلال شهر فائت في السعودية ودبي (الجامعة والمترو) فخر لشعوبهما، وهي خطوات تتعدى الجانب الاستهلاكي المتمثل في بناء المجمعات والأسواق لتصيب الجوانب اللوجستية كبناء البشر وتحديث شبكة المواصلات في النموذجين المذكورين، وقد كتب من كتب في الكويت حزنا وكمداً وتشفياً على ما وصلت إليه حالنا.لكن مشكلتنا في بلدنا الصغير/ الغني تختلف تماما عن مشاكل البلدان الخليجية، ومنها السعودية وإمارة دبي، فنحن، ومنذ عقود من الزمن، نبحث عن المفقود الذي ينظم علاقتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهو الدستور الذي لو طبقناه لأتى بالجامعة والمترو والحكومة الإلكترونية، ولو أعدنا العمل به لما انتشر الفساد والسرقة والرشوة والتخاذل وهتك حرمة الوظيفة العامة. جزء كبير من التشرذم الطائفي والقبلي والمذهبي يرجع إلى انحسار قيم العدالة والمساواة في المجتمع، خصوصا في التوظيف وتقلد المناصب التي صارت هدفا بذاتها، وهي أمراض عالجها الدستور بحرفية ووضوح. قبل المترو والجامعة نريد حكومة تعزز قيم المحاسبة على ذاتها أولاً، وتقمع الوساطة، وتبادر بالتحديث السياسي للنظام بإشهار الأحزاب، وجعل الكويت دائرة انتخابية واحدة، وتكف عن تدخلها في دعم مرشحين بعينهم في الانتخابات، وتفرق بين خراب في محطة تنقية وخراب إجراءات منح الجنسية! نعم لا نريد جامعة ونفقا و«مترو» في ظل الأجواء السياسية الموبوءة، فكل ما يجري في بلدان من حولنا يمكن تحقيقة في ظل بيئتنا السياسية والاقتصادية المهترئة، لكن ما يجب أن يثير غيرتنا هو أن نعمل على تطبيق دستورنا الذي لا نقرؤه إلا في وقت المصائب. الكويت دستور وقانون وهذه هوية هذا البلد التي سعى الحاكم وشعبه في ستينيات القرن الماضي إلى تسويقها للعالم لنيل المقاعد الإقليمية والدولية، فهل عادت هويتنا اليوم كما كانت يوم انطلاقها؟! لنبحث عن الدستور أولا، ووقتها سيأتينا المن والسلوى. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء