نحن من صنع إرهابيي «عريفجان» و«خلية فيلكا» و«أسود الجزيرة»، وغيرها من التنظيمات النائمة والناشطة في الكويت والعراق وإيران وأفغانستان من شباب في عمر الورد آثروا القتل على «الدعوة» والموت على الحياة والتدمير على البناء.

Ad

نحن درّسناهم 3 ساعات في اليوم على الأقل لما يزيد على 12 سنة أن المسيحيين واليهود أعداؤنا وأحفاد القردة والخنازير رغم قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ».

نحن حفظناهم «وَأَعِدُّواْ لَهُم ما اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ»، وأسقطنا عمدا «وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا»، نحن حفرنا في أدمغتهم أن الجهاد غاية المسلم بدل الدعوة لربه «بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ».

نحن برمجناهم على كره كل ما هو مختلف بدل أن نذكرهم بأننا خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف ونتعلم من بعض ونعمر هذه الأرض.

نحن من غرز في نفوسهم أننا شعب الله المختار وخير أمة أخرجت للناس فقتلنا فيهم التعاطف والتسامح مع الآخر والمختلف.

نحن من أقنعهم أن لدى المسلم الحقيقة المطلقة وكل ما لدى الغير «غثاء أحوى» ففقدوا الاحترام والتقدير للعلم والزمن والابتكار.

نحن علمناهم بالدرس وبالممارسة أن الإسلام يبيح الوسيلة من أجل الغاية، فنسبّ الديمقراطية ونشارك في الانتخابات، ونقسم على حماية واحترام الدستور ونغتصبه في كل فرصة سانحة، وندعو للمساواة وحقوق الإنسان ونشارك في الفرعيات وتأجيج العصبيات الطائفية والعرقية والمذهبية.

نحن أغمضنا أعيننا عما يحدث في الجمعيات الدينية والمخيمات والأندية الإسلامية فتركناهم لقمة سائغة لأمير الجماعة وشيخها.

نحن توسطنا لحمايتهم عندما ضبطوا في محاولات تهريب السلاح وحرق الحسينيات والتطوع للجهاد في العراق، فحملنا عنهم وزر الخيانة والإجرام.

نحن من حرم عليهم الضحك والحب وحتى «لحس الآيس كريم» فكيف لا يزهدون بالدنيا ويستعجلون الموت؟

نحن من أقنعهم أن العمل لا ثواب عليه، فكيف لا يفضل المهندس والمحامي والطبيب الاستشهاد على خدمة وطنه؟

نحن من صنع إرهابيي «عريفجان» و«خلية فيلكا» و«أسود الجزيرة»، وغيرها من التنظيمات النائمة والناشطة في الكويت والعراق وإيران وأفغانستان من شباب في عمر الورد آثروا القتل على «الدعوة» والموت على الحياة والتدمير على البناء. فهل منا من يملك شجاعة تحمل المسؤولية؟

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء