غزل

نشر في 09-05-2010
آخر تحديث 09-05-2010 | 00:01
 مظفّر عبدالله أول العمود: أن تتوقف جريدة "أوان" عن الصدور فهذا حدث محزن، لأننا سنحرم من مطبوعة يومية تعتني بالسياسة... وتعطي للفن والأدب والموسيقى المساحة المطلوبة للارتقاء بالقراء كل صباح.

***

قرأت نص قانون قمع المعاكسات الذي أقرته لجنة الظواهر السلبية في مجلس الأمة، ورأيت فيه استعجالاً غير مبرر لأن الموضوع متشعب جداً كونه ذا صلة بالأدب وقلته!

المعاكسات ظاهرة كونية يقوم بها أحيانا من نرى فيه التقى واستقامة الأخلاق، وربما كان كلام د. كامل الفراج أستاذ علم النفس الفسيولوجي في جامعة الكويت صحيحاً عندما قال في مقابلة إن الرجل يحب المرأة الجميلة، وكلمة يحب لها تصريفات عدة بحسب سن الشخص ولون قلبه، وليت اللجنة الموقرة استضافته ليغنيها بمعلومات عن النفس البشرية وما تحتويه من أنواع الهرمونات التي تحرك الإنسان بـ"الريموت كنترول" دون قدرة على كبحها، واسم القانون لا يخلو من العنف قانون "قمع المعاكسات"!

نحن نعلم أنها لن تقمع، فحتى في السبعينيات عندما كانت وزارة الداخلية تقوم بدور الأب وتحلق رؤوس "المغازلجية"، لم يؤدِ ذلك إلى قمع المعاكسات، ويخيل لي أن المسألة مرتبطة بإنشاء المجمعات الفارهة، إذ كلما بنينا "مولات" راقية ازدانت الشابات والشباب بالنضارة والتلميع، لكن من غير المنطقي أن نقمع حركة العمران فنحن لدينا الآن خطة تنمية! فما الحل إذن؟

يشرِّع الإنسان قوانين عديدة تتعلق بالسلوكيات، وهو يعلم بصعوبة تطبيقها، إما لأن الإتيان بها يخضع لتقديرات المجتمع سواء بقبولها، وإما بغض النظر عنها، وفي قانون لجنة الظواهر هذا تجاهل تام للتحرشات التي تقوم بها الفتيات ضد الفتيان، فهو ينص على "كل من تعرض لأنثى..."... لماذا لم يقف النص عند "كل من تعرض".

مقترح القانون "عتيج" ويصلح للسبعينيات حينما كان الرجل يغازل المرأة، أما اليوم فالأمور أصبحت تفاعلية مثل وسائل التواصل في الحاسوب، فالبنات أصبحن أكثر جرأة والدليل ملابسهن ودهانات الوجة والعطور التي تكلفهن الكثير.

قرأت مقالة طريفة لكاتب سعودي لا يحضرني اسمه عن المعاكسات في المملكة يقترح فيها منع لبس النقاب لسبب يراه حلاً للتقليل من إيذاء النساء في الأماكن العامة؛ ويقول إنه من غير المعقول أن كل المنقبات جميلات، ولكون النقاب لا يظهر إلا العين، وكل عين جميلة، فإن نزع النقاب سيكشف زيف مدعيات الجمال وتظهر كل واحدة منهن على حقيقتها، وبالنتيجة "سيقل المغازل" بنسبة النصف ومن دون تشريع جديد، وتتحقق مقولة د. الفراج على الأرض من أن الرجل يحب الجميلة و"بس". أتمنى من اللجنة أن تعطي الفرصة للتربويين ليدخلوا مناطق منسية في سلوكنا... كموجة التدخين القبيحة بين الفتيات والقتيان، واختيار الملابس المناسبة، والمناسبات التي توجب وضع الماكياج وغيرها من الأمور.

وأخيراً، فإن الحسنة الظاهرة في مقترح اللجنة أنها تركت عقوبة المغازلجي مرنة: "بما لا تتجاوز الألف دينار" أو "الحبس بما لا يزيد على السنة"... فالقاضى حر فى تكييف شكل الغزل لأن بعضه لا يساوي خمسة دنانير بسبب رداءة تعاطي كثير من الشباب مع الفتيات، ومن جانب فإن الطاقة الاستيعابية للسجن المركزي لن تفي بالمحكومين.

back to top