اساتذة وطالبات... وعلاقات غير اكاديمية!
بعض الموضوعات يصعب الكتابة عنها أو التطرق إليها، لأنها كالأرض الدبقة التي سرعان ما سيلتصق بها نعلك، ليبدأ النمل بالدبيب صعوداً على جسدك، وموضوع اليوم أظنه على هذه الشاكلة، فهو موضوع دبق، بل مثير للغثيان، ولا أستبعد أن يجر إزعاجا لا مزاج عندي له، ولكن أحياناً، لابد مما ليس منه بُد.
بلغني خلال الأيام الماضية، كثير من الأنباء والمعلومات الشفهية، التي أشارت في مجملها إلى فساد أخلاقي ضارب من بعض أساتذة ودكاترة الجامعة وللأسف تجاه بعض الطالبات.وقد وصف لي من نقلوا الخبر كيف يتخذ هذا الفساد أشكالاً متعددة تبدأ بالتلميحات والعبارات المشينة الخادشة للحياء، وهي الطريقة التي يستخدمها بعضهم لجس نبض الطالبة ومعدل الاستجابة، لتتطور بعدها إلى «مسجات» الغزل والإغواء، ومن ثم إلى ضرب مواعيد اللقاء في مكاتب «الحرم» الجامعي أو خارجها، وإلى ما هو أبعد من ذلك، من أمور تقشعر الأبدان لمجرد التفكير فيها، وقد شرح لي الطلبة الذين نقلوا لي القصة كيف أن بعض هؤلاء المنحطين يساوم طالباته على سقوطهن ونجاحهن، وعلى درجاتهن إن هن لم يستجبن له، وكيف أن بعضهم يصنف الطالبات بحسب مقاييس الجمال، فيقرب هذه ويبعد تلك، إلى حد مكافأة من تتجاوب وترضخ بإعفائها من حضور الساعات الدراسية والحصول على الدرجة النهائية في المادة دون الحاجة لأي جهد «أكاديمي»، والاكتفاء بجهدها «غير» الأكاديمي! لكن المثير حقا، وما هزني في الأمر أن القائمة التي وصلتني عمن يمارسون هذا السقوط الأخلاقي قد حوت أسماء أساتذة مرموقين سياسياً واجتماعياً، وكذلك أولئك الذين لهم ظهور إعلامي متكرر، وممن كنت أحسبهم ضمن الرموز والعلامات!أعترف أن المعلومات التي تواترت عندي لاتزال في عداد الادعاءات الشفهية، ولكنني أثق كثيراً بمن نقلوها إلي، ولكونها تتواتر بهذه الطريقة فإن هذا يجعلها تستحق الالتفات والانتباه، فلا دخان بلا نار، وما وصلني أكثر بكثير من مجرد الدخان!ولست هنا في صدد اتهام أحد بعينه، فليس هذا مقصدي على الإطلاق، كما أنني لا أملك دليلاً مادياً مباشراً يدين أحداً منهم، ولكنني أهدف في هذا التوقيت إلى تعليق الجرس فحسب، ومناشدة إدارة الجامعة التدخل لوقف هذا الانحدار الذي يحصل، وكذلك ليس في مخيلتي وسيلة محددة في هذه اللحظة، ولكنني قد أستطيع أن أتخيل أن تُوجِد الإدارة الجامعية آلية سرية آمنة تتمكن منها الطالبات الواقعات في مثل هذه المواقف الصعبة من الإبلاغ والشكاية والتظلم بطمأنينة من أن يهدد ذلك مستقبلهن الأكاديمي أو سمعتهن.أرجو من إدارة الجامعة وبالأخص مديرها الفاضل التجاوب مع الأمر، لأنه جلل وخطير، بل صار اليوم ينذر بالفوران، فبحسب ما وصلني أن بعض من بلغه الأمر بدأ بالتحضير لإنشاء مدونة على الإنترنت ينشر من خلالها هذه المعلومات والأخبار ويستقبلها من الجمهور الذي لن يتردد عن المشاركة بما لديه، وبالأسماء الصريحة لهؤلاء الأساتذة، وأظن أن الكل صار يدرك أننا في زمن يمكن فيه وبكل سهولة توفير الصور والتسجيلات الصوتية والفيديو لهذه الجرائم الأخلاقية، وهي الأشياء التي صارت متاحة وسهلة جداً بواسطة الهواتف النقالة.