«الصحة» و«التربية»... وحملات الحج
• لا اختلاف على أن للعسل فوائد جمة، فهو مذكور في القرآن، لكن ليس من المقبول المتاجرة باسم العسل وايهام الناس بالباطل لأغراض تجارية وتحت نظر الجهات المعنية. أقول هذا بعد أن نشرت إحدى الشركات إعلاناً في إحدى الصحف تدّعي فيه أن أحد منتجاتها من العسل يحمي الناس من إنفلونزا الخنازير! فلو كان هذا الادعاء الباطل صحيحاً لرأينا الشركة المذكورة تنشر هذا الإعلان في جميع الصحف العالمية، ولحققت أرباحاً تفوق فائض ميزانية الدولة عندنا، لكن أين الجهات المعنية ممثلة في وزارتي الصحة والتجارة من هكذا إعلان مضلل بعد مضي أكثر من أسبوعين على نشره، خصوصاً مع تكاثر الإعلانات المضللة للناس، وإيهامهم بالشفاء التام من أمراضهم بواسطة العسل الذي تبين في بعض الحالات أنه محقون بالكورتيزون؟
• قرار موفق آخر للوزيرة موضي الحمود بإيقاف الاعتراف بشهادات الثانوية العامة المسائية من الدول العربية، ونرجو من الوزيرة الثبات على هذا الموقف حتى لا تكون شاهدة زور على العبث بالتعليم وإغراق البلد بالشهادات الوهمية. وليت الوزيرة تدرس وضع ضوابط لاعتماد حتى الشهادات الثانوية من الدول العربية بطريقة الدوام الانتظامي الصباحي، لأن الظاهرة التي بدأت تنتشر أخيراً هو انتقال الكثير من الفاشلين دراسياً إلى دولة عربية مجاورة لدراسة المرحلة الأخيرة من الثانوية، ليأتوا بنسب تخرج عالية «بالسهالة طبعا» تؤهلهم للانضمام إلى الجامعة والتطبيقي ودورات الضباط! • لا أدري ما مبرر مطالبة حملات الحج الدولة بتعويضهم عن خسائرهم المتوقعة نتيجة قلة إقبال الناس على الحج هذا العام؟ فمرض إنفلونزا الخنازير وما صاحبه من هلع ظهر قبل سبعة أشهر من موعد الحج. ومن المتعارف عليه أن الحملات توقع عقودها مع «العمارات» قبل ثلاثة أو أربعة أشهر من موعد الحج، ولهذا رأينا عدداً منهم ألغى رحلاته للحج هذا العام لعلمه بقلة الإقبال نتيجة للخوف من انتشار المرض، أما الذين قرروا تسيير حملاتهم مع علمهم بالمخاطر العالية لهذا القرار فيجب أن يتحملوا مسؤوليات قراراتهم، ويتحملوا خسائرها بدلاً من طلب الإنقاذ من المال العام، خصوصاً أن أصحاب الحملات ربحوا كثيراً خلال السنوات الماضية، بل إن بعض الحملات- لاسيما المخصصة للوافدين- قائمة على الغش وتحصل على أموال طائلة لا تتناسب مع الخدمات الرديئة التي تقدمها لحجاجها.وحتى لو افترضنا أن بعض الحملات وقعت عقودها قبل ظهور إنفلونزا الخنازير، فبإمكانها اللجوء إلى خيارات أخرى تقلل، على الأقل، من خسائرها كتأجير بعض مقاعدها بالباطن على حملات كويتية غير رسمية- كما تفعل بعض الحملات الآن- أو على حملات أجنبية.