إلى السادة أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المحترمين

Ad

تحية طيبة وبعد،،،

أكتب إليكم بينما تجتمعون اليوم لبحث قضية كرة القدم الكويتية وتطوراتها الأخيرة، على أمل أن تخرجوا بقرارات تنقذ كرتنا من شبح الإيقاف والأشباح المتنفذين والفاسدين الذين اختطفوها، وتنقذها من الذبح المستمر لطموحات الشباب الرياضي ومشاعر الكويتيين وآمالهم.

وأود في البداية أن أفصح بأني أكتب إليكم كمواطن كويتي محب لرياضة بلده ومؤمن بديمقراطيتها، وليس لي أي مصلحة شخصية في نتائج اجتماعكم ولست عضواً بأي ناد أو اتحاد.

لقد جاهد بعض مواطنينا لإيهامكم بأن ما تناقشونه اليوم هو تدخل الحكومة الكويتية في شؤون اتحاد الكرة، وهو ما قد ترون أنه يخالف نصوص لوائحكم في ظاهرها، إلا أن الواقع مختلف تماماً، فتكفي محاولة فهم عميقة لظروف القضية وقوانين الإصلاح الرياضي المحلية والواقع السياسي الكويتي لكي تتيقنوا أن إقرار تلك القوانين وتطبيقها يتفق تماماً مع لوائحكم التي تصبو إلى تحقيق استقلالية الرياضة ونزاهتها وتحررها من السلطة والنفوذ.

تهدف تلك القوانين إلى تمثيل جميع الأندية الكويتية في مجلس إدارة اتحاد الكرة، ووضع ضمانات للأقلية حتى لا تتعسف ضدها الأغلبية فتتحول إلى دكتاتورية تسحقها، ولهذا جاء فرض عدد أعضاء مجلس الإدارة بقانون سيادي وليس بقرار من الجمعية العمومية للاتحاد، وقد يخيل لكم أن هذا تدخل حكومي، ولكن ثمة حقيقتان من الواجب تبيانهما لحضراتكم: أولاً أن الأندية الكويتية مملوكة لدولة الكويت وتموَّل من مالها العام وليست ملكاً خاصاً لأعضائها، ولذلك من حق المالك- دولة الكويت- إدارة الأندية وفق ما يراه مناسباً. وثانياً، أن مجلس الأمة الذي شرع تلك القوانين هو بمنزلة الجمعية العمومية لدولة الكويت- التي تملك الأندية- وأقرها بإجماع أعضائه المنتخبين انتخاباً ديمقراطياً حراً من الشعب الكويتي.

لربما يخفى عليكم أن لدينا في الكويت ما يسمى بـ»تكتل أحمد وطلال» استطاع بـ»التضبيط والتكتكة» حشد أغلبية ليستفرد بالقرار ويختطف الرياضة الكويتية لتحقيق مصالح شخصية وسياسية، ويتمتع بسلطة ونفوذ واسعين، ولعل مندوبكم رأى قبل ثلاثة أسابيع كيف استولى التكتل على منشآت نادي القادسية لإقامة مسرحية «الجمعية العمومية» الزائفة لتنصيب «اتحاد» غير شرعي، واطلعتم على الخطاب الذي أرسله إليكم زعيم التكتل طلال في 25 نوفمبر 2009 على أوراق الاتحاد الرسمية، واطلعتم قبلها على الخطاب الذي أرسله إليكم شقيقه أحمد بتاريخ 11 يونيو 2009 بعد ثمانية أيام من انتهاء رئاسته للجنة الانتقالية، أرأيتم الآن قوة نفوذهم التي تتيح لهم الاستيلاء على منشآت مملوكة للدولة وانتحال صفة الاتحاد باستغلال أوراقه الرسمية بغير وجه حق؟ لعلكم ترون الآن الحكمة من إقرار تلك القوانين، حتى تُحمى الرياضة من تدخل المتنفذين في السلطة، وهو ما يتفق مع نصوص وروح لوائحكم ويحقق ما تصبو إليه.

حضرات الأعضاء: بإمكانكم اليوم وضع حد لنفوذ تكتل أحمد وطلال بقبول العمل بقوانيننا التي بيَّنا لكم اتفاقها مع لوائحكم، وطي الملف الذي سبب لنا ولكم صداعاً، وغلق الباب الخلفي الذي يستغله التكتل لتضليلكم وإثارة اللبس والغموض، وبإمكانكم اليوم إعادة الأمل لنا كجماهير بعودة الرياضة الكويتية إلى التطور وتحقيق الإنجازات.

وأخيراً، لقد أزعجناكم بنا خلال السنوات الثلاث الماضية، فالتمسوا العذر لتصرفات بعض مواطنينا، فقد أعماهم الطمع والنفوذ وحب الأضواء وغرور السلطة.

ضاري الجطيلي

مواطن كويتي