إنّي أُمِّيٌّ.. لكنّي

Ad

أحفَظُ لونَ الوَردةِ غَيباً

وَبِلا خَطأٍ

أتهجّى العِطْرَ الفَوّاحْ.

* *

لَم أَقرأْ كُتُباً.. لكنّي

أَعلَمُ أنَّ عُبوسَ الظُّلْمَةِ

تَهزِمُهُ ضِحكةُ مِصباحْ.

* *

لَمْ أدخُلْ مَدرسةً.. لكنْ

أُدرِكُ أنَّ المركبَ يَغرقُ

إن لَمْ يُدرِكْهُ المَلّاحْ.

* *

لم أعرفْ أيّةََ فَلسفةٍ

لكنْ بالفِطرةِ يُمكنُني

أن أكرَهَ صُحْبةَ أحزاني

وأُحبَّ لِقاءَ الأفراحْ.

* *

لَمْ أدرُسْ فَلَكاً.. لكنِّي

أُدرِكُ عَينَ الشّمسِ بعَيني

مِن غَيرِ وَسائلِ إيضاحْ.

* *

وعلى رَغْمِ وضوحِ الدُّنيا

ألمَحُ في الدَّرَكاتِ الدُّنيا

أقداماً تَحمِلُ أقلاما

وَبِحبْرِ فَسادٍ تترامى

لِتخُطَّ سُطورَ الإصلاحْ!

وأرى أَلسِنَةً ديداناً

تَعْقِفُ أَنفُسَها إعلاناً

عن رِقّةِ طَبْعِ التمساحْ!

وأرى مِن حَوْلي أشباهاً

مأجورينَ لَدَى أشباحْ

يَسْعَونَ لِتلقينِ نَهاري

أنَّ ظلامَ اللّيلِ صَباحْ!

* *

يا أقدامُ ويا ديدانُ ويا أَقنانْ

وَلُّوا بثقافِتكُمْ عَنّي

أو تُوبوا.. واقتبسوا مِنّي

فِطْنَةَ أُمِيٍّ إنسانْ.

أنَا لا أفهَمُ مَعنى المبنى

حتّى يُبنى..

فادَّخِروا وَصْفَ الأَلواحْ.

وإذا لَمْ أرَ مِنكُم باباً

فَهُراءٌ كُلُّ ثَقافَتِكُمْ

حتّى لو أنتُمْ أَثبَتُّمْ

في ألْفِ صِحاحٍ وصِحاحْ

صِحّةَ تَصميمِ المفتاحْ!