... بل البلد في خطر من تهديدكم المبطن
![حسن مصطفى الموسوي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/231_1688321617.jpg)
ثم إن الحديث عن موالاة ومعارضة بشكل مطلق هو تسطيح للواقع السياسي، فنحن لسنا في نظام برلماني صِرف يحكم فيه الحزب الفائز وتتحول الأحزاب الخاسرة إلى معارضة، ولذلك يكون الاصطفاف داخل المجلس بحسب كل موضوع على حدة، فمثلا نجد أن عددا ممن وقف مع الحكومة ضد الاستجوابات هم من وقف ضدها في موضوعي القروض والحقوق المدنية للبدون، وأكثر هؤلاء من النواب الشيعة، بينما لم نجد الكاتب يقول إن الحضر السنّة (وبالتحديد الليبراليون وغير المصنفين كإسلاميين) هم أيضا في خطر لأنهم أيضاً وقفوا مع الحكومة في هذين القانونين، إضافة إلى وقوفهم ضد الاستجوابات العبثية والاستعراضية؟!فموقف المعارضة الحقيقية من بعض النواب الشيعة والليبراليين والوطنيين بشأن الاستجوابات كان موقفاً ضد محاولات اختطاف البلد، وليس دفاعاً وموالاة للحكومة لأن لديهم كثيرا من الملاحظات والانتقادات عليها، لكن هذا لا يبرر سكب الزيت على النار واستخدام هذه الأخطاء للابتزاز والاستعراض لخدمة أجندة انتخابية وغيرها بهذا الشكل، فالحكومة لم تختطف الشيعة ولا غيرهم، لكن أنتم من تحاولون اختطاف البلد وإدخاله في معارك لا فائدة منها. ثم إن كنا نتحدث عن خيارات، فأنت وتكتلك آخر من يتحدث عن ذلك لأنكم طعنتم رفاقكم في الظهر في وقت الشدة، وضحيتم بهم انصياعاً للإرهاب الإعلامي الموجه، وانكشفتم أمام الناس الذين بان لهم أن المصالح الانتخابية هي التي تحكمكم أولاً وأخيراً في الوقت الذي دفع فيه هؤلاء الرفاق أثمانا انتخابية لذلك التكتل الذي كان جميلاً يوماً ما قبل أن تحين ساعة الحقيقة وتنكشف الأقنعة. مشكلة هؤلاء البعض والدستوريين الجدد أنهم يتبعون النظرية «البوشية»: (إن لم تكن معنا فأنت ضدنا)، فإما أن تقف مع أجندتهم العبثية وأسلوبهم غير الحكيم في معالجة الأمور، وإما أن تكون بصاماً وموالياً، وما إلى ذلك من الألقاب المعلبة التي لم ولن ترهب وتثني المخلصين في هذا البلد من اتخاذ المواقف التي يرونها تصب في المصلحة العامة، ثم إن الحديث عن أن الشيعة على رأس قائمة الخطر هو بحد ذاته تهديد مبطن، وإقرار بأن الأغلبية (إن صح التصنيف) غير منصفة وتتحين الفرصة للانقضاض على بقية مكونات الشعب، واختطاف البلد لتحقيق أجندتها الفئوية، فـ«المرء مخبوء تحت لسانه» كما يقول الإمام علي بن أبي طالب (ع)، وهو ما يؤكد صحة الطريق الذي يمضي فيه الكثير من المخلصين في بلدنا. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة