الأغلبية الصامتة: «مليت من القبس»!!
الأسئلة التي تبحث عن جواب اليوم من الزميل والنائب الأسبق مبارك الدويلة: ما الذي اختلف في «قبس» 2010 عن «قبس» 2002 و2003؟ وهل قرأ الدويلة افتتاحية «القبس» في رمضان الفائت التي قالت فيها إن الكويت دولة مدنية دستورية ما رأيه اليوم فيها؟ لا أعلم من أين خرج علينا الزميل والنائب الأسبق مبارك الدويلة بفكرة ميثاق الشرف الصحافي «المستهلكة» التي لا يرددها سوى كتّاب السلطة عندما تزداد سخونة النقد للممارسات الحكومية، خصوصاً مع بعض الوزراء والمسؤولين الذين يصعب الدفاع عنهم بعد أن ينغمسوا حتى «بلاعيمهم» في وحول الفساد والتجاوزات بكل أصنافها.
وقد أتفق مع الزميل «بومعاذ» في جزئية انحدار مستوى اللغة المستخدمة بين بعض الكتّاب الذين لا يعرفون توصيل أفكارهم- إن كانت موجودة أصلا- سوى على ظهر أفسد الكلمات وأكثرها سوقية، إلا أن الزميل نفسه ساهم أخيرا في متاهة الحوارات الهابطة التي لم تتوقف إلا بسبب إغلاق الصحيفة التي كان يكتب فيها فما الذي تغير؟ هل هي ضرورات التكيف مع المكان الجديد؟شخصيا لن أستغرب من الزميل الدويلة أي تحول في مواقفه، فقد سبق له أن قال في «القبس» نفسها ما لم يقله مالك في الخمر، فعندما أعلن موقفه الرافض لحرب تحرير العراق في أحد الدواوين كتبت «القبس» في 17 مارس 2003 افتتاحية بعنوان «وعادت حليمة» انتقدت فيه موقف «عضو قيادة حزب الإخوان المسلمين في الكويت»، أصدر الدويلة في نفس اليوم بيانا وصف فيه «القبس» بأنها كانت «بوقا للنظام العراقي إبان الثمانينات» مضيفا أن «صفحة الإسلاميين أكثر بياضا من أن تلوثها صحيفة لا تحترم ذاكرة الكويتيين»، الآن عندما نقارن تلك الكلمات مع ما كتبه الدويلة في مقاله الأول في «القبس» التي وصفها بالصحيفة «الجادة والبعيدة عن الابتذال والإسفاف» نصاب بحيرة من ذلك التناقض الغريب، فإذا كانت «القبس» بوقا للنظام للعراقي في الثمانينيات فكيف يقبل الكتابة فيها؟ وكيف يرضى لنفسه وهو الكاتب الإسلامي أن ينتسب لصحيفة تحمل كل هذا «الغل والكراهية والحقد على الإسلاميين في الكويت» كما ذكر في بيانه. قد يكون ما سبق رد فعل انفعالي من الزميل على صراحة افتتاحية القبس «الملتزمة»، ولكن ماذا نقول عن رأيه فيها خلال استجواب الوزير الأسبق يوسف الإبراهيم الذي دشنت فيه عمليا مصطلحات استجوابات الحضر والبدو ومناطق الداخل والخارج في حياتنا السياسية، ففي ندوة أقيمت بديوان النائب السابق ناصر الصانع في 1 يونيو 2002 قال الدويلة إن بعض الصحف ينطبق عليها القول «إذا لم تستح فافعل ما شئت»... وزاد «ليدافعوا عن الوزير بحق وحكمة وليس بالباطل»، ثم أماط اللثام عن الصحيفة التي كان يقصدها بقوله «مليت كل يوم أبعث نفي إلى جريدة (القبس) ورفعت قضية عليهم، وما كو فايدة».الأسئلة التي تبحث عن جواب اليوم: ما الذي اختلف في «قبس» 2010 عن «قبس» 2002 و2003؟ وأين الحق والباطل؟ وهل قرأ الدويلة افتتاحية «القبس» في رمضان الفائت التي قالت فيهاإن الكويت دولة مدنية دستورية ما رأيه اليوم فيها؟ وهل مازال فاقدا الأمل منها؟ أو تجدد بعد انضمامه إلى باقة كتابها؟الفقرة الأخيرة: إلى النائب صالح الملا: إن أردت تقديم استجواب الرياضة فامض على بركة الله وحدك، ولا تلتفت يمينا أو يسارا, ولا تبنِ آمالا على أقرب المقربين منك فلن تجني غير الخذلان والامتناع.